موسيقه كلاسيك

السبت، 30 يونيو 2018

الشاعر.ابراهيم الغنام يكتب/همسات عاشق

همسات عاشق
حبيبى أنا نفسى أفكر
قمتى نزور الليل
ونعيش مع بعض
أجمل قصة ف خيال
خيال عاشق يتمنى
يبقى معاك العمر
إحساسي يوصلك
ويواصل ال بتدناه
من أول السطر
قلبى بيندهلك
شوف جواه إيه
ح تلاقى صورتك جواه
واسمك ماشى
ف وريد الدم
قلبى ياما دق
وتعب من كتر الحب
ويبقى ال بينى وبينك
طريق نكمله
نكمله  مع بعض
بقلم الشاعر/ إبراهيم الغنام
30/6/2018

الشاعر.ناصر عطية يكتب/لمن أشكو


لمن اشكو
لمن اشكو التى هجرت أذَا................... ما أردتى أم  ذا القلب ما ارادا

هجرتى الذى ما ود هجـــــركم......................ومن بات بعد البــــُــــــــــعد  ودادا
 
   اذوب شوقا  لمـامر من ايامكم.........................والبال مشــــــغول والفكر غلابا

الهجر  منك ذو حد يهددنـــــى......................والوصل منـــــك شفاء اذا ما عادا

لا تهجرى انى اكتوى ذكراكم.   ........ ............. اتلمس الدرب اشواقا واعتابا

خلتى من فرط ما وجـــدولامو....................... على قلبى من فرط ماعتـــــادا

قد طــــال بعـــدكم عن دارى ..........................وتوهج الحـــب فى الاركـــــان وازداد

وتبـــدل الذى فى الحشا من لوع.........................وصار هواكــــم فى مهجــــــتى اصفادا

يا منــيتى يا من حـن الفـؤاد لها.......................... تحير القـــــــلب زاد الجـــــــوى زاد

    انى لابــــــــــغى مكـــــــــــرمة لوجهــــــى......................عـــــــــاد الذى فى حبــكم عـــــــــــــــــادا
#ناصر عطيه

الأديب. سليم عوض عيشان يكتب/لحم رخيص

" لحم رخيص " ؟؟؟!!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
( آخر ما جادت به قريحة الكاتب ولم يسبق نشر النص من قبل ) .
تنويه هام جداً :
النص لا يحتوى على أي بعد أو إيماء سياسي بالمطلق ... فالنص اجتماعي بحت ... اللهم إلا إذا كان للقارئ ( المتلقي ) رأي آخر ؟؟؟!! .. فالكاتب بالضرورة ليس مسؤولا عن أفكار وآراء القراء والمتلقين .
تقديم :
إذا تطابقت الأحداث والشخوص على أحدٍ ما ... جهة ما .. فهذا لا يعني بالضرورة بأن الكاتب يقصده .
إهداء :
إلى بطل النص السلبي " المفترض " ؟؟!!
وإلى كل من عاشوا - ولا زالوا يعيشون - تجربة " اللحم الرخيص " ؟؟!! .
( الكاتب )
----------------------------------
" لحم رخيص " ؟؟؟!!!
.. لقبه بعض أصدقاءه بـ " حوت الفيس بوك " .. ولقبه آخرون بـ " ملك الفيس " ... وتمادى آخرون بالتسمية فأطلقوا عليه لقب " فالنتينو الفيس بوك "  .. فكان يتفاخر بكل هذا وذاك ويتمادى في غيه بسرد حكايات مغامراته العاطفية وغزواته النسائية التي لا تنقطع في ذلك العالم " الافتراضي " .. ويطلق على  " الفيس بوك " لقب .. سوق " اللحم الرخيص " ؟؟!! .. ويكرر عبارته التقليدية تلك في كل مرة وفي نهاية كل مغامرة جديدة بقوله .. إنه " لحم رخيص " ... إنه " لحم رخيص " ..
.. في كل مجلس من مجالس " رفقاء السوء " كان يستعرض آخر الغزوات العاطفية والمغامرات النسائية مع " نساء الفيس بوك " ويشرح لهم خططه وأفكاره الشيطانية الجهنمية التي كان يبتكرها من أجل الإيقاع بنساء وفتيات " الفيس بوك " وهو يكرر في كل مرة عبارته المشهورة مع بعض التغيير والتبديل في الحروف وهو يتشدق بالكلمات :
" إنه سوق كبير .. سوق مجاني .. إنه سوق " اللحم الرخيص " ؟؟!! .
كان يقهقه دائمًا وهو يستعرض أمام الجميع بتفاخر حكايات آخر ضحاياه .. وكيف تركها جسدًا بلا روح بعد أن أوقع بها ونال منها مأربه .. بل مآربه .. ويصف لهم وهو ما زال يقهقه بصوت مجلجل حالتها المزرية التي آلت إليها ؟؟!!..
في مرات عديدة في اجتماعاته مع " رفقاء السوء " كان ينصب من نفسه الأستاذ المعلم .. والمحاضر الفذ الذي لا يشق له غبار في عالم النذالة والخسة والغدر والخيانة والإيقاع بالضحية  تلو الضحية .. ثم ينهي محاضراته المخزية الفجة الهابطة بقهقهات  صاخبة وهو يتمتم :
" إنه عالم كبير  .. سوق كبير .. سوق مجاني ... سوق " اللحم الرخيص " ؟؟!! .
يصفق له الجميع من قرناء السوء الذين يشعرون بأنه الفارس الذي لا يشق له غبار في عالم " افتراضي " وسوق " لحم رخيص " .
في الجلسات الأخيرة من جلساه الماجنة الخليعة التي تتسم بالفسق والفجور والخلاعة .. كان يستعرض لهم الأحداث المخزية التي جرت بينه وبين ضحيته الجديدة ؟؟!!
راح يحدثهم بكل تلك الكلمات والعبارات البذيئة التي قد دارت بينه وبين تلك الفتاة التي وقعت في هواه وسقطت في شباكه ..
راح يصف لهم كل جزء من أجزاء ذلك الجسد الرائع العاري الذي كانت قد استعرضته أمام ناظريه على شاشة الحاسوب خاصته ..؟؟!!
راح يردد وهو يقهقه بجنون :
" لقد كانت فتاة جميلة الجسد .. ولكنها كانت غبية العقل والفكر .. فهي كانت قد وافقت على أن تتعرى أمامي بالكامل .. ولكنها اشترطت أن لا يظهر الوجه ؟؟!! .
راح يتم سخافته وقهقهاته السمجة :
.. ومالي بالوجه ... طالما أني اشاهد كل تضاريس الجسد العاري .. ؟؟!! ويا له من " لحم رخيص " ؟؟!!
نوبة من الحبور الغريب والسعادة الشيطانة تنتاب  " رفقاء السوء " وتستولي عليهم .. وهو ما زال يشرح  لهم دقائق تفاصيل الجسد العاري .. والذي كان يصفه أحيانا بـ " المرمري " ... وأحياناً بـ " الناري " .. وأحيانا أخرى بالقاب أخرى لا تقل بذاءة عن هذا وذاك ؟؟!!
في جلسته الأخيرة مع " رفقاء السوء " أسر لهم بالأمر الخطير .. أخبرهم بأنه قد ضرب لها موعدا للقاء .. ذلك اللقاء الذي سوف يتم من خلاله المشاهدة الحقيقية للجسد " المرمري " على أرض الواقع ؟؟!! وبصورة مباشرة .. ولكي يكون فاتح شهية لما سوف يحدث بعد ذلك لاحقاً .
أمعن في الغيّ والتفاخر الفاجر .. فوعدهم بأن يطلعهم على الأمر.. ويجعل منهم شاهدين على الأمر ؟؟ بل وشركاء في الوليمة ؟؟!! ولكي يتأكدوا وبشكل قاطع بأنفسهم من صدق مقولته الشهيرة " .. إنه " لحم رخيص "  .
في المساء ... ومع اقتراب الموعد المتفق عليه مع الفتاة .. كان " فالنتينو " يقود صحبة السوء - نحو ذلك المكان الذي وصفه لها وحدد موقعه بدقة - .. والذي كان يلتقي به مع ضحاياه دوما .. والذي كان قد اتفق مع ضحيته الأخيرة على لقائها به .
موكب الشياطين يقوده " الشيطان الأكبر "  يتوجه ناحية المكان ... للقاء تلك الضحية صاحبة الجسد العاري مع " فالنتينو " بحضور ومشاهدة بل وبمشاركة الجميع في الوليمة ؟؟!! .. والذي ما فتئ يردد ...
" إنه لحم رخيص " ؟؟!!
على بعد مسافة قصيرة من المكان .. طلب منهم أن لا يقوموا بإصدار أي صوت أو حركة قد تنم بأن أحدًا ما يرافقه .. فانصاع الجميع للأمر .
ما إن وصل المكان المتفق على اللقاء فيه .. ذلك المكان النائي والبعيد عن الأعين .. حتى كان يلج إلى المكان بعد أن سمع همس تلك الفتاة التي كانت تنتظره وتأكد بأنها موجودة بالداخل ...
أشار من طرف خفيّ " لرفقاء السوء " بالاقتراب أكثر من المكان دون إصدار أي جلبة او ضوضاء .. وليشاهدوا بأمهات أعينهم متعة اللقاء الشيطاني  الآثم .. مع تلك الضحية التي كانت تنتظره بالداخل  .. وليشاركوا في الوليمة الشيطانية ؟؟!! .
عندما ولج الجميع إلى المكان بهدوء ....
اقترب " فالنتينو " من الفتاة ببطء شديد وهدوء .. بينما عيون " الذئاب البشرية "  من " رفقاء السوء "  تتابع الأمر وهي جاحظة كعيون شياطين جهنم في انتظار مشاهدة ما سوف يحدث في اللحظة التالية وليشاهدوا بأمهات أعينهم ذلك " اللحم الرخيص " الذي طالما حدثهم عنه .. والمشاركة في الوليمة في اللحظة التي تليها ؟؟!! .
تتنبه الفتاة للأمر .. تستدير بوجهها ناحية الباب .. يقع بصرها على تلك الوجوه والعيون الشيطانية  التي تشبه  عيون شياطين جهنم .. يتملكها العجب الشديد .. يستولي عليها الرعب  القاتل .. لا تقوى على النطق بكلمة .. لا تستطيع أن تنبس ببنت شفة ..
تنتقل ببصرها بين وجوه وعيون الشياطين لكي تلتقي بوجه وعيون " الشيطان الأكبر " .. " فالنتينو "  تستولي الدهشة القاتلة على كل ملامحها ... يبدو الرعب المميت على قسمات وجهها الذي تجمد فأصبح كوجه " المومياء " ..
قبل أن تسقط على الأرض .. فاقدة الوعي .. كان الجميع ينقضون على الفريسة لتمزيقها ... والاستيلاء على ذلك الجسد " المرمري " .. بينما كانت تتمتم بحروف وكلمات وكأنها تأتي من داخل القبور :
" .. مَن ؟؟!! .. أخي ؟؟!! " ...

الشاعر.حارث لهيب القوافي يكتب/خذيني

خذيني يا كل سنيني
يا لوحة أن رأيتها سحقت انيني
مع الود

الأديب خالد سليمان يكتب/إزيك يا واد

شكرا للدعوة الكريمة أستاذة صفاء
وأهديكم عملا من أعمالي عساه ينال رضاكم
*************
إزيك يا واد :*بقلم خالد سليمان
******************************************************
كلمات تنتظرها روحي على رصيف العمر ، أنظر كلّ يوم على محيط أوله عندي وآخره عنده ؛ علّني أستمع مرّة منه هذه الكلمات ، غاب عنّي وغبت عنه ، ولكن له الحضور الرائع في نفسي وقلبي .
كان يحييني كلّما رآني بهذه التحيّة ، وكانت حروفها سحابة تمطرني  شهدا وعطرا ، وتشعرني أنّني لست في قلبه فقط ، بل في قلوب الناس كلهم .
( إزيك يا واد ) أحلى كلمة أحبّها في لهجتنا العامية ، رغم موقفي من اللغة العامية ، فقد كان كلّما رآني ؛ تهلّلت أسارير وجهه ، وغابت عيناه وسط جبال تجاعيده من الابتهاج والفرح .
إنّه أستاذي ووالدي وأخي ، وأحيانا كثيرة يشعرني أنّه تلميذي وطفلي المدلّل .
عانقني بشكل أبوي ، وقال كلمة حفرت إيقاعها في وجداني : أشوف وشك بخير ، وغبت في وداع أليم بيننا ، كان يبكي من فرط وداعه لي ، وأنا أصبت بقسوة صخريّة غير معهودة ، وتحجّرت دموعي ، وغاب وعيي ، وكلّ ما أذكره أنّه وعدني أن يزورني بعد أيّام من وصوله لمصر ، وخرجت من عنده ماشيا بعد أن رفضت أن يأتي لتوصيلي .
كانت قناديل الشوارع تعزف معي سيمفونيّة الألم ، أنظر إلى خطواتي ، وأقول : بعد يومين سنرحل عن هذه البلاد ، ترى هل سنمشي هنا مرّة أخرى ، هذا منزل أستاذي سيف واراه الليل ، والطرق أعرفها وتعرفني ، وشجيرات الطريق المزخرفة تحفظ ملامحي ، وأحفظ ملامحها ، ماذا ينتظرنا لا أدري ؟
كنت أرى الناس من حولي دمى تتحرّك ، وخطواتي على الرمل محفورة ، كأنّها دفتر ذكريات في يد طفل عابث ، وسواد الليل يغلّف المشاهد ، ونجوم السماء مسافرة راحلة مطفأة في ليلة الغياب ؟
أحقا لن تجمعنا لقاءات هنا ؟ أحقا ستطوينا دفاتر الغياب ؟ ، ويكون الحديث عنّا نوع من ألوان الماضي .
ومضت الأيّام ، وأنا مازلت أنتظر اليوم الذي لا يأتي أقول : سيأتيني أستاذي سيف غدا ، ويأتي الغد فأقول لنفسي : غدا ، ولكنّ غدا لا يأتي أبدا .
أوقفت ساعة ذكرياتي الحزينة عند آخر محطّات الوداع بيننا ، أتلهف أن أراه ، وأغيب أغيب في حضنه لأنّه ميناء روحي المتمرّدة ، وأمنّي نفسي بلقاء روحي بيننا إلا أن تلتقي الأجساد ، ولكن ترى هل سنلتقي ؟
ربّما نلتقي ، ولكن قد لا نلتقي ، ويكفي أن روحي تفارقني كلّ يوم لتبيت في مأواها ، تأتي لتقبّل يديك وتبيت في حضنك الأبوي .
هل سيأتي اليوم الذي نلتقي فيه معا ؟
لقد عدت إلى هنا ؛ لأعيش اغترابا جديدا ، ويكفي أنني كنت أعد نفسي أنّني سأكون أقرب إليك طالما أنّني في مصر ، ولكن يبدو أنّنا ابتعدنا رغما عنّا ، لن أظلمك ، واتّهمك أنّك لا تحبّ لقائي ، بل لمست فيك حبّا وصدقا ، ولكن حقيقة اشتقت إليك ، اشتقت للسفر في ملامحك ، واشتقت للطيبة التي تقطر منك ، اشتقت لنظرة عينيك المبتسمتين
ترى هل أراك مرة أخرى ؟
كم أنت مؤلم يا أيّها الغياب ؟
كنّا معا ، والآن يقتلني سكّين الفراق ألف مرّة في كلّ لحظة
كلّ ما أعرفه ، أنّني كلّ يوم ، أنظر من شرفتي ؛ أنتظر الآتي ولا يأتي ولا أملك إلا أن أقول :
أحترف الحزن والانتظار أنتظر الآتي ولا يأتي
وأحيانا أقول :
ويمضي العام تلو العام تلو العام وتمضي بيننا الأيام
فلا أنت الذي يأتي ولا أنا أعرف العنوان .
لا أملك يا أستاذي الحبيب ، سوى الغد الجميل الذي تشرق فيه بملامحك عليّ وعلى حياتي 
ربما لا أستطيع أن أقول لك : إزيك يا واد ، كما تشتاق روحي لسماعها ولكن أستطيع أن أقول : وحشتني كلمتك لي : إزيك يا واد
ترى هل سأسمعها منك مرّة أخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل سأسمعها منك مرّة أخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟                    
هل سأسمعها منك مرّة أخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟                    
هل سأسمعها منك مرّة أخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟                    
هل سأسمعها منك مرّة أخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟                    
هل سأسمعها منك مرّة أخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟                    
هل سأسمعها منك مرّة أخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟                    
هل سأسمعها منك مرّة أخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟                                        
هل سأسمعها منك مرّة أخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟                    
هل سأسمعها منك مرّة أخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟                         
                                                              خالد سليمان

د.صاحب خليل ابراهيم يكتب/عمر الندي

عـمر الندى
شعـر: د . صاحب خليل إبراهيم
نشوان أقضي ,
ليلتي ,
أترقبُ
أحيا عـلى
عُـمْر الندى
أتقلبُ
حطتْ عـلى خيط السحابة عُـشبةٌ
سمراء في صمت الفلا ,
تتعـذبُ
واليلُ في أسررهِ وهجٌ
أنوارهُ في حنائه ستخضبُ
والنفس تزهو في ربى أملِ
أحلامُهُ تحنو هوى يَتَغَـلبُّ
والعـمرُ في النسيان مبتهجاً
يسعـى لذكرانا شذاً وسيكسبُ
سَعْـفُ النخيل امنتشي أملاً
بالضوء من بدرالهناء ويلتهبُ

الشاعر.حكمت نايف خولي يكتب/متيم بالحب

متيَّمٌ بالحبيب
ربَّاهُ إنِّي بالحبيبِ متيَّمُ
والقلبُ من حرِّ النَّوى يتألَّمُ
أشتاقُ رؤيَةَ وجهِه لو لمحةً
أرنو إليه يبشُّ أو يتبسَّمُ
فحديثُه زادُ الفؤادِ وقوتُه
ولِحاظُه تشفي الجراحَ ترمِّمُ
وحنانُه يُحيي اليباسَ بمهجتي
فتحسُّ روحي بالسَّلامِ وتنعمُ
وعلى شجيِّ الصَّوتِ تطربُ أضلعي
تهتزُّ أوردتي به تتنغَّمُ
همساتُه تنسابُ سحراً منعشاً
تغزو دمي فإذا الهوى يتضرَّمُ
وإذا الشَّبابُ يعودُ أخضرَ مورِقاً
وإذا اللواعجُ بالجوى تترنَّمُ
فغدوتُ للمحبوبِ بلبلَ صادحاً
والشِّعرُ ينهلُ من بهاهُ ويُلهمُ
هو كلُّ ما تهفو إليه مشاعري
ورضاهُ كلُّ سعادتي والمغنمُ
هو توأمُ الرُّوحِ التي أحيا بها
هو للفؤادِ ربيعُه والبلسمُ
ربَّاهُ إنِّي ما خبرتُ من الهوى
غيرَ الذي في مهجتي يتحكَّمُ
ربَّاهُ صنْهُ من النَّوائبِ والأذى
حتى يظلَّ على المدى يتبسَّمُ
فالقلبُ يعشقُهُ بشوشاً ضاحكاً
مرِحاً هنيئاً بالمسرَّةِ ينعمُ
حكمت نايف خولي

الشاعر.فرج السقا السقا يكتب/أرأيتني

كتبتها في حفل زفاف....حبيبتي!!!!!
ارأيتني
اجتر اطياف المني
وبصحبتي امل كسيح
ارأيتني
انظر اليك واجما
والي الذي هو ﻻبتكاري مستبيح
ارأيتني
اعلن قراري من هنا
بأن ماكان انفصم
وبان قصتنا انتهت
وبأن محرابي انهدم
وبأنني وانا الجريح!!
سأظل سامق كالعلم
ابدا يرفرف ساخرا
ولو صرصرت في اﻻفق ريح
فلتهنأي ولتسعدي
ولترقصي ولترقصيه
ولتضممبه الي فؤادك هانئا
اما اناااا؟؟؟؟
فقد خلقت لأستلب
وانا الحزين الي الابد
وهل لي.غير حزن الدهر قوت
والشمس قتلتها الدياجي
والظبي قد صرع اﻻسد
والريح قد محت الروابي
والخصم حالفه الحكم
والدنيا يملكها اللصوص
والحب يوأده المجوس
بل قوم عاد بل إرم
فﻻ ترهقي علي دمعك
بل فاسفحيه علي الذي بلأمس كان
علي المحبه والمودة والحنان
علي الجنان...القلب..
هذا الذي قد كان بيتك
الان قد اضحي رفات بل ركام
محض اطلال تلوح
خلف الجفون وعبرتي
اما زلت تبغي رؤيتي
اما زلت تشتاقي
لرؤيه صورتك في مقلتي
هل تذكرين ذات يوم
حين ادعيت بأنها
مرآتك المتوهجه
اما انها قد اطفأت
هل تشعرين بهول حجم خسارتي
فرج السقا

الشاعر.محمد علي محمود نويشي يكتب/أنت قصيدة أشعاري

هذة القصيدة من اشعار محمد علي محمود نويشي ــ وهي بعنوان ــ

====== انت قصيدة اشعاري ==========،( من شعر الفصحي ... خاص بالمسابقة )

انت قصيدة اشعاري

ومن يكرهك في بالنار.......@

غيرتي روحي ووجداني

حولتي مخزون افكاري.......@

القلب مملؤ اشو اق

وحجبت عن الناس انظاري....@

اجريت بحور الاشعار

تتدفق بشرايين انهار..........@

فاخط البيت بوجداني

يحفظه بديع الاسحار...........@

الارض تشهد و سمائي

و كذا الانهار و اشجار..........@

و الطير يشدوا بالحان

ويموج القلب بزوار.............@

لم اجد الاكي حسنا

في الخلق لكل الزوار...........@

فسكنت المهجة و الروح

و كنت رفيق المشوار............@

عطرت الدرب بانفاسك

وحفظت كل الاسرار.............@

لم يخفت ضوؤك ثانية

فمحال الظلمة في دار...........@

وحفظت الود وعاهدتي

والوعد دين الاحرار...............@

انك ستظلي طول العمر

تصوني كل الاخبار................@

فجمال يغدو ويروح

و يظل جمال الاوتار .............@

يعزف في القلب الحانا

تشدوا بها كل الاطيار..............@

فهنيئا لي من دونهمو

ارتشف رحيق الازهار.... ..........@

فالحسن و السعد اتنا

حمدا للرب الغفار...................@

مع تحياتي // محمد علي محمود نويشي ــ شبرا النخلة ــ بلبيس شرقية.....مصر

الشاعر.ميدو ابو هريدي يكتب/أنت قلبي

أنت قلبى ....................واشهد علية
وانت حبي ...................بعد الاسيه
نظرة منك........................ وتكون ليا
يطيب قلبى................... وتفرح عنية
❤❤❤
وارجع واقولك................ وصي قلبك
وبلاش فى يوم................. تاسو علية
❤❤❤
واحكي واقول........ على والمدا يطول
اللي بيني وبينك........ اعبرله انا بحور
❤❤❤
واللي خلاني ............ارحلك من تاني
قلبي اللي عاشق ......مش قادر يفارق
❤❤❤
واعد النجوم بالوحده لو تحب يا غالي
بالعدد بهواك وبحياه.....لو تفضل قبالي
❤❤❤
كلمات الشاعر / ميدو أبو هريدي

الشاعر.عبد الرحمن عبد السلام يكتب/العشق الحلال

🌄    العشق الحلال   🌄

سأعزف حسنك
سيمفونية جمال
لتروى عيناك
بساتين عشقي
و اقطف من شفتيك
طعم الخيال
أحبك زهرة نبت
بحنايا القلب
و نسمة من رقتها
ترق الجبال
أحبك بسمة
ذات عز وجلال
و كلمة احبك لمن
أجمل منك تقال
أعشقك بكل طهر
و أجمل العشق
العشق الحلال
***
عبد الرحمن عبد السلام فراج

كتب الشاعر/محمد ثروت(جميل الطبع )

قصيدة بعنوان........ جميل الطبع

ومهما حاولت وياهم
تلاقى الغدر جواهم
مدام الطيبة مش فيهم
مدام القسوة سكناهم
................
ومين يفهم جمال الورد
ومين يمسح دموع ع الخد
ومين فينا عايشها ملاك
ومين دفيان فى عز البرد
...................
يادمعة ع الخدود سارحة
قلوب الناس بقت جارحة
وقلبى عايشها ب النية
والفرحة تملى منسية
....................
قابلت كتير وياما هشوف
وكل يومين بأموت م الخوف
معالم بكره مش باينة
وحلم العمر مش مألوف
......................
جميل الطبع يامحلاه
تملى الخير يعيش جواه
يحس بغيره يتألم
وبيداري على بلواه

كلمات الشاعر محمد ثروت عبد الحفيظ

الجمعة، 29 يونيو 2018

كتب الشاعر/رجب الجوابرة(سفينتنا)

سفينتنا تاهت ـــــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ـــــــــــــــــــــ 22ـــ 8ـــ 2013م

سفينتنا ... بعـرض البحــر تاهتْ
وأحلامٌ ... بخاطــرنا ... تلاشــتْ

مشاكلنا هــنا ... كبـــرت ... لدينا
ولا ندري الحقيقة ... أين صارتْ

قليلٌ ... ما يجيــد العــوْمَ ... بحراً
وأكثرنا ... سيغـــرقُ إن تمـــادتْ

فأمتنا ... بهــذا العصر ... ضلـت
وأضحت مثل أهل الكهــف نامتْ

ربيــــعٌ ... لا يماثلهُ ... ربيــــــعٌ
ربيـــعٌ ... في مخاطرهِ ... تنامتْ

عصاباتٌ ... كموج البحـر تعلـــو
باسم الدين ... والإسلام صاحــتْ

فما ذنبٌ ... لأطـــفالٍ ... صــغارٍ
بدون الخلقِ . في النيران غاصتْ

أهـــذا كل ما نبــغي ... طمـــوحاً ..؟
مجازرهم ... بأعيـــننا ... تراءتْ

فأين القـدسُ ... من جثث الضحايا
فلسطينٌ ... بهذا الكـــمِّ ضاعـــتْ

ضمائرهم ... بهـذا العصر جفّـت
وفي الأوحال قد طُمـرت وغارتْ

فلا ندري ... لمن للصــدْق يروي
عقـــولٌ ... في جماجمنا تهـــاوتْ

فمن يأتي ... بالاستعمارِ ... عوناً
وصهيونٌ .. لنهب الأرض جاءتْ

تركـــنا ... من يبادلنا ... عـــــداءً
وأرواحٌ لنا ... في الدمِّ ... عامــتْ

فيا أرض الكــــنانة ... لا تضـــلي
فأنتِ الأصلُ ... للأعـــرابِ قادتْ

ويا أهلاً ... بأرض الشامِ ... أنتــم
رؤوسٌ ... في ديار العلمِ ... كانتْ

عراق العلــمِ ... يا نبـــع النشامى
مآسيكم ... بهذا العصر ... فاقــتْ

ويا ليبــيا ... وثورتها ... تعـــاني
من الأهوالِ .. والأهداف ضاعتْ

ويا يمناً ... سعيـداً ... في حمــانا
وثورتهُ ... بذي الفوضى تلاشتْ

وتونسُ إذ بدت ... تشكـــو لحالٍ
غدت أحوالها ... بالهــمِّ عـــادتْ

فلسطينٌ ... تعـاني الويل طـــبعاً
مشاكلها ... مع الأعداء ... زادتْ

ولبنان الفصاحة ... فيـــهِ تعلــــو
يعاني ... من متاهاتٍ ... ترامـتْ

فمن غيــرُ الإلـــهِ ... لنا معيــــنٌ
ويصلحُ ... حال أمتنا ... تهــاوتْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البحر الوافر

كتب الشاعر/محمد ثروت(عشقت ترابك )

قصيدة بعنوان....... عشقت ترابك الطاهر

رضيت بقليلى وياكى
وكل ملامحى عشقاكى
وفرحة عمري فى سماكي
ومهما هضحى ياحبيبتى
يهون الصبر وياكى
وعمري ما ضعشى ع الفاضى
....................
عشقت ترابك الطاهر
وشاري ليكى ١٠٠ خاطر
وحلمى غرستة جواكى
ولو عوزتينى يابلدى
تلاقى الخطوة سبقاكى
يهون عمرى ولاتهونى
فداكى جراحى وأهاتى
...................
شربت الحب من نيلك
ومن شوقى بأغنيلك
وتكوينى فى تكوينك
وقايده لى قناديلك
ووقت الشده بأحكيلك
ولو ترضى بأكون راضي

كلمات الشاعر محمد ثروت عبد الحفيظ

كتب الشاعر/عبد الرحمن عبد السلام(مرح السنين )

"  مرح السنين   "^

كوني كما تشائين
وردة بين حناياي
او رحيقا رائحته حنين
فأنا كتبتك بماء الورد
قصيدة شاردة
من الاعراف
شاردة من القوانين
و عزفتك لحنا للحرية
يا ذات العيون البحرية
غارق فيك كل سفين
***
من قال أنا فيك
أسير سجين
انا حر اقطف من شفتيك
شهد اللذة
و على نظرة عينيك
ينتحر أرقي و تعبي
إغسل فى عينيك
هموم السنين
و بين يديك
كفي يقذف فرحا
بين يديك سيدتي
مرح السنين
يرفرف شعرك
على خدي
معلنا انسحابك
و اخيرا تأتين
قائلة سيدي
لك التحية و باقات ورد
و عقود رياحين
و قلب أحبك بكل صدق
أحبك بكل يقين

***
عبد الرحمن عبد السلام فراج

كتب الأديب/ سليم عوض عيشان (إبن بطوطة )

" ابن بطوطة " يشارك في " مسيرة العودة " ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونه )
======================
( آخر ما جادت به قريحة الكاتب ؛ ولم يسبق نشر النص من قبل ) .
ولماذا لا يشاركنا " ابن بطوطة " فعاليات مسيرة العودة " ؟؟؟ .. طالما أن العالم بأسره يشاركنا ...
إهداء خاص :
إلى " ابن بطوطة " ....
وكل المشاركين في " مسيرة العودة وكسر الحصار " .
( الكاتب )
-------------------------------

"ابن بطوطة " يشارك في " مسيرة العودة"
في الصباح الباكر ؛ كنت أحث الخطى في طريقي إلى هناك ... حيث الفعاليات الحاشدة التي تقام من الجميع للمشاركة في " فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار عن غزة " ...
عندما شاهدته عن بعد ؛ انتابتني الحيرة .. الدهشة .. التساؤل .. ومليون علامة استفهام تبدأ صغيرة ثم تكبر .. وتكبر .. وتكبر ..
.. هل يفعل الرجل ذلك حقاً ؟؟!! .. كيف ؟؟ .. متى ؟؟ .. وأين ؟؟ ..
لم أجد أي فائدة ترجى من كثرة التساؤلات تلك .. والتي لم أعثر لأي منها على إجابة شافية ..
.. وجدت بأن لا بد لي من البدء بالعمل الفعلي .. ليحل محل الحديث القولي ؛ وانطلقت نحو الرجل ؟؟!!..
        لقد عرفته من زيه الغريب ، وغطاء رأسه المهيب ، وحذائه الغريب ؟؟!! .. كان الرجل يتأبط " رزمة " ضخمة من الأوراق والكتب الصفراء التي تحوي حكايات رحلاته العديدة ، ومواقفه الفريدة .. وغرائبه العجيبة .
يبدو أن الرجل قد عرفني وأنا أقترب منه ، فقد رأيت شبح ابتسامة غريبة ترتسم على محياه ، بينما كان يتقدم ليصافحني بيده الخشنة من أثر السنين .. التجوال .. الترحال .. والكتابة بالأقلام الخشبية الخشنة الغريبة .
صافحني بقوة كادت أن تطوح بي .. وضغط على يدي بخشونة كدت أن أصرخ طالباً النجدة .. تمتم وشبح الابتسامة على محياه :
- رجال الأدب والكتابة لهم سمات مشتركة ، فأنا عرفتك من سحنتك الغريبة ؟؟!! وعيونك الزائغة ؟؟!! .. وفكرك المشتت .. ونظراتك التائهة .. وعقلك المجهد .. و ..
لم يلبث أن سحب يده من يدي بقوة ، وقد تلاشت الابتسامة عن محياه .. واكفهر وجهه وهو يدمدم :
- ولكن ما بال يدك طرية هكذا ؟؟!! .. لينة .. ناعمة كالحرير ؟؟!! . فإن عهدي برجال الأدب والكتابة أن تكون أيديهم خشنة مثل يدي هذه ..
حاول الرجل أن يتبع القول المزمجر بالفعل الهادر .. فقد أقفل عائداً من حيث أتى .. لحقت به صارخاً متوسلاً .. متعلقاً بأهداب ثيابه البالية بقوة .. فتمزقت بين يديّ .. وخرجت قطعة من ثوبه بين أصابعي .. رحت أتوسل إليه .. أستحلفه بكل الرسل وبكل الأنبياء وبالكتب السماوية .. وبكتب رحلاته المشهورة .. وبكتب التاريخ التي ذكرت مناقبه .. وسردت عجائب رحلاته " البطوطية " .. أقسمت عليه أن يعود .. حاولت أن أشرح له الأمر وكنهه ، أفهمته بأنني رجل مبتدئ في الكتابة .. ومستجد على الأدب ، وسوف تخشوشن يداي فيما بعد ..
يبدو أن الرجل قد اقتنع بعض الشيء .. بل لعله رثى لحالي وأشفق عليّ .. فعاد ليرافقني رحلة الدخول إلى المشاركة في المسيرة الحاشدة ..   
حاولت أن أساعد الرجل بأن أحمل عنه بعض الكتب والأوراق ، فطوح يدي بعيداً بضربة قوية من يده الخشنة .. وكادت تلك الضربة أن توصلني إلى الجانب الآخر من الحدود الوهمية .. تهاويت إلى الأرض .. وكدت أن أقع لولا أن استندت إلى أقرب جذع شجرة آدمية .
لم يسمح لي الرجل بالمساعدة .. أو حتى بمجرد لمس أوراقه .. التي بدت أمام ناظريّ صفراء اللون .. خضراء ... زرقاء .. حمراء .. بل وبكل ألوان الطيف ... كان الرجل يضمها إلى صدره .. إلى قلبه بقوة غريبة ، يحاول أن يحميها حتى من الهواء .
سرت إلى جانبه .. وانطلقنا نحو الجماهير الحاشدة المشاركة في المسيرة .
ما إن دخلنا منتصف المسيرة الحاشدة .. حتى كان الرجل يخرج أوراقه الصفراء .. ويستل قلمه الخشبي الخشن .. ليبدأ في توثيق ووصف رحلته الجديدة .. " رحلة المشاركة في المسيرة " .. ولكنه ما كاد يمسك بالقلم ليبدأ كتابة أول حرف .. حتى كان الظلام الدامس يخيم على المكان  ..
فلقد قام جنود العدو بإطلاق قنابل الغاز السام والدخان القاتل نحونا بكثافة ...  ورجحت الأمر بأن هذا كان مقصودًا بالفعل من جانب العدو ... الذي لم يرق له مشاركة الرجل ومشاركتي في المسيرة .. فآثر أن يقضي على كلينا قبل أن نبدأ المشاركة ؟؟!! .
.. ما كدنا نبتعد عن المكان بعض الشيء بمعاونة الشباب ورجال الإسعاف المشاركين ، حتى كان رجال سيارات الإسعاف يتقدمون نحونا مهرولين من أجل إنقاذنا وإبعادنا عن ساحة المعركة  وتقديم بعض الإسعافات الأولية لنا ..
.. ( رجل مسن جاوز السبعين من العمر ) تجرأ على الاقتراب منا .. لاحظت بأنه يحرك لسانه وشفتيه بالبسملة والحوقلة والعذبلة .. وبعض الأدعية التي تقي من الشياطين .. لم يلبث الرجل أن تشجع قليلاً .. تمتم بصوت متحشرج مرتجف :
-  من ؟؟؟!!! هل يعقل هذا ؟؟!!
لم يكف الرجل عن الأدعية والبسملة والحوقلة .. خاصة وأنه رأى الرجل الذي كان يقف أمامه يتكلم بلغة البشر ؟؟!! .. واطمأن أكثر عندما ذكر رفيقي اسم الله .. وهو الذي كان يعتقد بأنه شيطان من الجن خرج من القمقم ؟؟!!..
قررت أن نبدأ رحلتنا من جديد .. من الشمال .. شمال قطاع غزة .. فما كان من الرجل إلا أن أخرج أوراقه وأقلامه من جديد .. واستعد للكتابة ..
هاله مشهد الحشد الرهيب .. الذي أتى  إلى المكان للمشاركة في المسيرة ..
رحت أشرح له الأمر بالتفصيل .. لم يلبث الرجل أن أغلق دفاتره وأوراقه .. وخبأ أقلامه .. هتف بصوت متحشرج :
-  لنرى الأمور على الطبيعة .. على أرض الواقع .
كان موعد الصلاة قد أزف .. انتقلنا إلى مكان قريب .. يشبه الخيمة .. علق الرجل على الأمر ونحن ندخل ما يشبه المسجد لتأدية فريضة الصلاة :
- لقد قرأت عن مثل هذا المسجد في كتب التاريخ القديمة ؟؟!!.
وقفنا في الصف الطويل .. تمهيداً لتأدية الصلاة جماعة .. وقبل أن يبدأ الإمام بتكبيرة الإحرام .. كان  الرجل يلتفت نحوي هامساً :
- لماذا أرى كل المصلين هنا يجلسون على المقاعد وعلى الأرض ؟؟!! ..
قبل أن أرد عليه .. كان الإمام يرفع صوته مدوياً بتكبيرة الإحرام ..
بعد أن انتهينا من الصلاة .. حاول الرجل أن يصافح المصلين .. فلم يتمكن من ذلك ؟؟!!.
خرجنا نتلمس الطريق .. فلقد كان الرجل يجيب بنفسه عن الأسئلة الذي كان قد طرحها قبل وبعد الصلاة .. فلقد تأكد تماماً بأن من فقد الأطراف السفلية لا يستطيع الوقوف في الصف أثناء الصلاة .. وأن من فقد الأطراف العلوية لا يستطيع المصافحة  بعد الصلاة ؟؟!! .
خرجنا إلى المكان الفسيح .. بدا الرجل منهاراً .. لم يستطع أن يفتح كتبه وأوراقه .. ولم يستطع أن يخرج قلمه .. ولم يستطع أن يكتب حرفاً واحداً ..
اقتربت منه فتاة .. صبية .. شابة .. يبدو أنها عرفته .. يبدو أنها قرأت عنه في كتب التاريخ .. هتفت به وهي تجلس على الأرض بين حشد من المشاركين  :
- أطمع في توقيعك الكريم سيدي  .
التفت الرجل نحوها .. أخرج قلمه .. اقترب منها .. سألها أين تريد أن يضع لها توقيعه ؟؟!! .
قالت له بأنها لم تعد تملك أوراقًا .. فلقد أحرقتها نيران .. " نيرون " العصر الحديث  ,, وأغرقها " هولاكو " العهد الجديد في بحر الدماء ..
.. قالت له الفتاة :
- فلتضع توقيعك الكريم على يدي يا سيدي ..
رفع أكمام الثوب عن اليد ليوقع عليها .. وجدها مبتورة وحتى الكتف ..
قالت له الفتاة :
- على يدي الأخرى يا سيدي ..
رفع أكمام الثوب عن اليد الأخرى .. وجدها مبتورة ..
قالت له : على ساقي ..
رفع الرداء ليوقع على الساق .. وجدها مبتورة حتى الحوض ..
قالت له الفتاة :
- على الساق الأخرى ..
رفع الرداء من جديد عن الساق الأخرى .. وجدها مبتورة حتى الحوض أيضاً ..
حسرت الثياب عن صدرها .. كان الصدر بلا أثداء .. ومليون شهادة فخر وعز مرسومة عليه .. قالت له الفتاة :
- على صدري .. هنا .. على قلبي .. فالقلب يا سيدي ما زال سليماً .. ما زال ينبض .
اقترب الرجل من الفتاة .. وقع لها بالبنط العريض ..
" عاشت فلسطين .. عاش الأقصى .. عاشت غزة " ..
فر الرجل لا يلوي على شيء .. أسرعت باللحاق به صارخاً :
- سيدي .. انتظر ... انتظر ... لنكمل الرحلة .
لم يلتفت لي .. لم يأبه بصراخي .. ظل يركض .. ويركض .. أسرعت الخطي .. أركض في إثره .. وهو يركض .
وصل الرجل إلى أقصى المكان .. وقف بعيدًا عن المكان .. وصلت لاهثاً حيث يقف .. أنفاسي متقطعة .. العرق يتصبب من وجهي وجسدي بغزارة ..
اقتربت من الرجل .. حاولت أن أثنيه عن عزمه .. أن أعيده إلى ميدان المنازلة حيث المسيرة الحاشدة  ليكمل توثيق الرحلة .. رفض الرجل بشدة .. تشبث بموقفه .. اندفع الرجل ليبتعد عن المكان لهول ما رآه وما شاهده ...
... ثمة العديد من قنابل الغاز السام تنطلق نحوي ونحو الرجل ... يصاب الرجل بإصابات مباشرة ..  تناثرت الكتب والأوراق على الأرض .. انحنى الرجل على الأرض .. انحنيت إلى جانبه أحاول مساعدته في جمع الأوراق .. نهرني بشدة .. زجرني .. لم يسمح لي بالمساعدة .. أو الاقتراب من أوراقه .. أو مجرد لمسها ..
عدة دقائق مرت .. بعدها كان القصف المدوي لطائرات العدو يتوالى على المكان بوحشية .. فر الجميع من المكان بسرعة ..
ألسنة ضخمة من أعمدة النيران بكل الألوان تعانق السماء ..
.. رجال الإسعاف والطوارئ يقومون بواجبهم بمحاولة إنقاذ الجرحى والمصابين .. وإخلاء الشهداء ...
تمكنوا من إخلاء العديد من جثث الشهداء .. وأخيراً .. كانت جثة الرجل تنقل إلى إحدى سيارات الإسعاف .. وكانوا يلقون بي إلى جانبه .. إلى جانب  جثته .. أحتضنها .. رحت أبكي بحرقة .. صرخت بكل ما تبقى بي من قوة :
- لا .. لا .. إلا " ابن بطوطة " .. لا ..
.. كان الرجل يقبض بشدة على كتبه .. على أوراقه .. على أقلامه .. حتى وهو ميت .. حتى وهو جسد لا ينبض .
خلصت الأوراق .. والكتب من بين يديه بقوة .. بصعوبة ..
فتحت الكتب .. كل الكتب .. فتحت الأوراق .. كل الأوراق ..
وفتحت فاه الدهشة كالأبله .. وأنا أنظر إليها .. أدقق النظر فيها ..
كانت الأوراق كلها .. الكتب كلها ..
بصفحات حمراء .. بلون الدم  ؟؟؟؟!!!! .............

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...