موسيقه كلاسيك

الاثنين، 22 يوليو 2019

كتب الشاعر/ محفوظ فرج المدلل $ضيعتنا $

ضيعتنا
شعر الدكتور محفوظ فرج

يا ما سألتني المجنونةُ
عن( ضيعتنا )
وضياعٍ  ليس له حدُّ
قلتُ : انتظري دورةَ فصلِ الصيفِ على أوراقِ
التوتِ الأحمرِ في باحتِنا
انتظري أقدامَ بناتِ  الاعداية
على وجهِ رصيفِِ ( الشواف)(١)
كيفَ تباغتُ دجلة
في ضوعِ حنانٍ سامرائيٍّ
انتظري الغربةَ
حينَ نمرُّ على أكشاكِ الباعةِ
في منحدرِ  الموقفِ (٢)
تلكَ المدرسةُ الأولى(٣) في بابِ السورِ
أينَ تلاشتْ ؟؟!!
يا أللّه
هنا كانَ الوهجُ الطافحُ
أسراباً  لبُنيّاتٍ
يلثغنَ وراءَ سياجِ  المبنى
( عاش العراقُ
عاشتْ أمَّتُنا العربية )
أينَ تلاشتْ
كنتُ هنا في صفٍّ  إعداديٍّ
أرقبُ  من شرفتِهِ  تحتَ  الشجرِ  اليوكالبتوز
صغيراتِ الحيِّ  يميني في الصف الأوَّلِ
يلعَبْنَ
فترقصَ
في طيّاتِ  جدائِلَهُنَّ  الأشرطةُ  البيضاءُ
تومِئُ ( ست لطفيّة )(٤) بعصاها
دقَّ الجرسُ
هيّا للدرسِ
هيا
يدلِفْنَ  كما تأوي الطيرُ
إلى الأوكار
يتطاولُ نخلُ القاطول على صوتِ تلفُّظِهِنَّ
حروفَ القرآن
البسمةُ تطفحُ فوقَ براءةِ  إيماءاتِ أياديهنَّ
إلى البيتِ
سكنَ الدمعُ هنا
تجلبُ لي الريحُ هنا
وقعَ لقاءِ فتاةِ قنا
سالَ الدمع بحيثُ يُوارى الغالونَ
وراءَ السورِ
نجلسُ ننحبُ تنحبُ
أنا ورفيقةُ عمري اللفظةُ
حتى لفَظَتْها دباباتُ المارينز
يا لضياعي لو أنَّ لنا
كرّةُ يومٍ وتعودُ لنا ساعاتٍ
ألمحُ فيها بعباءتِها
ذاتَ الوجهِ النورانيِّ
تُقلّبُ قلبي في نارينِ
وأُصلى في بسمتِها
الله الله
ماذا  قلتَ  لإحساسِكَ  يا ( فَلّاحُ )(٥)
وانتَ تفارقُ بابَ السورِ ؟
ماذا خطَّطَ فيه خيالُكَ يا ( طه مراد )(٦)؟
كيفَ وجدتَ البَدْوَ  الرُحّل
في نشوتِهِمْ
يبتاعونَ السُكَّرَ  والشاي
أولئكَ غارَ  الشوقُ الأقدم
في قاعِ مشاعرِهِمْ
وأتوا  للدار
هنا عند الناصيةِ السفلى من( خِرّ گزيگز )(٧)
كان أبو تمّام
يختارُ  قصائده من ألوان ثياب صبيات الحي
ومجرى دجلة
الزورق حين يرجع في المجذاف
رذاذ الماء على وجه ابن المعتز
تدفق اضواء التشبيه
كما الانجم عند الساحل
في ليل عباسي
و كما ينتظم اللؤلؤ تحت
شفاه فتاة القاطول(٨)
انتظري
اسميتك بنت الصبر
بنت الكرخ المجبولة
من لون الغرين والضوء المتلألئ
في صفحة ساقية الكْرمِ الممتدة من أغوار بساتين
(الخالص)(٩) حتى أخر عنقود يتدلى في (العرموشية)(١٠)
اسميتك جرحي المخبوء لئلا ينغره
العُسُسُ الأغراب
لا طاقةَ  لي أن  أتقاسَم 
أجزائي
أنتِ المجموعُ  وكلِّي
إن كنتُ تركتُ أيادي  الصيّادينَ  (بغمّاس )(١١)
( تُكَهربُ ) حوضَ دمي
فلأنّي أشتاقُ  لِطَلْعَتِكِ المجنونةِ
حينَ تَوَرّدِ  خديكِ على ضرباتِ يديكِ عجينَ الخبز ِ
بجدرانِ التَنّور
طعمُكِ طعمُ ( هَلي )
في رائحةِ الأنفاس
في نقلِ خطاكِ وأنتِ  تذودينَ شياهكِ
عن غلةِ جيرانكِ
في بسمةِ عينيكِ النجلاوين
حين تناغي طفلتها
أقولُ :  بمقدمِكِ  البشرى
أهلاً  أهلاً بحنيني ومآلي
سأفرشِ درْبَكِ ريحاناً
من بابِ السور
إلى  الكهفِ العالي(١٢)
هذا ( كهف منيط )( ١٣) تكلّلَ بالوردِ على عودتِكَ الميمونةِ
تلكَ الشعبُ المرجانيةُ تسبحُ
في ملكوتِ الله
وهنا تنمو  رائحةُ ( الشُمّام )
تَشَبَّثُ  بالعَرَقِ المُتَفَصِّدِ من جيْبِكِ
كي تثملَ في العَبَقِ
الدائرِ حولَ خطاكِ الملكيَّة
هنا دارَ ابراهيمُ الصوليُّ( ١٤)
على أبياتٍ غنَّتْها (ساهرُ)( ١٥)
كالمجنون

د. محفوظ فرج
————————————————————-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...