موسيقه كلاسيك

الجمعة، 19 يوليو 2019

كتبت الأستاذة/ رجاء حسين حلقتها الاسبوعة من قهوة الصباح و (الغش وسنينه )

مع قهوة يوم الجمعة
========
{ مقال أسبوعي } نسعد فيه بصحبتكم الطيبة مع دعوتكم لفنجان قهوة ... أجمل الأوقات
========
{الغش وسنينه}
تقديم/ رجاء حسين
===========
منذ صغري و العلاقة ما بيني وبين الغش مثل العلاقة بين توم وجيري فهو يقع أمام عيني كثيرا ولكني لا أحبه ولا أطيقه وأتمنى أن أفعل بصاحبه مثلما يتمنى توم أن يفعل بالفأر جيري، ولكن هذا أمر صعب جدا في الحقيقة، وكلما ثقل الأمرعلى نفسي وزاد همي وغمي مما أراه من غش أمامي، بحثت عن مخرج لهذه الحالة المستعصية، كنت أرى في واقعة الغش جريمة إنسانية مكتملة الأركان ويجب معاقبة مرتكبها بأبشع العقوبات؛ وكنت وأنا صغيرة أتعجب لماذا ليس لها حد مثل القتل وشرب الخمر مثلا؟ وعندما قرأت الحديث الشريف الذي ينهانا عن الغش توقفت عنده كثيرا: (من غشنا فليس منا) هكذا؟ وبكل بساطة؟ (فليس منا) يالها من عقوبة بشعة! وفي غاية الخطورة، كيف يُستهان بها إلى هذه الدرجة؟! كيف يستسهل بعض الناس الغش في كل أمور حياتهم بهذه البساطة؟ بل بهذا الاستهتار؟
يُقال إن من أمن العقوبة أساء الأدب، ولكن العقوبة هنا واضحة كشمس الصباح، فكيف يتغافل عنها الناس؟ وكيف يسمح البعض لنفسه بسرقة مجهود غيره؟ أو فرصته في أمرما؟! كنت أرى الأمر في إطار الكذب والسرقة والنطاعة الخ، ولهذا لم يكن غريبا هذا الشعورالغريب الذي ينتابني كلما ابتليت بحدوث غش أمامي! وكان هناك بعض الذكريات المتعلقة بهذا الأمر والتي كان لها تأثير كبير في حياتي بعدما كبرت ومرت السنوات، لا أنسى الموقف الذي حدث لي في اختبار آخر العام في الشهادة الإعدادية، حيث بدأت اللجنة بشكل طبيعي وما إن مرت دقائق إلا وتحول الأمر إلى مشهد عبثي؛ فقد جاءت إشارة للمراقبين بأن يسهلوا الأمور للطلاب! وطبعا لم يكن الأمر بحاجة إلى الكثيرمن الذكاء حتى نفهم أن اللجنة بها بعض المحظوظين الذين جاءت توصية من أجل عيونهم! ومثل الرجل الآلى بلا أي تفكير أو اعتراض نفذ المراقبون الأمر! ضاربين عرض الحائط بكل القيم ومبادئ العدالة بين الطلاب، وتركوا الحبل على الغارب لكل من يريد الغش من الطلاب، حتى يتجنبوا اعتراض البعض إذا تم التسهيل فقط لمن جاءت التوصية بشأنهم! كان هذا العبث يحدث أمامي وأنا لا أدري ماذا أفعل! وبعد قليل أظهرت استيائي الشديد مما يحدث وطلبت بصوت مرتفع الهدوء في اللجنة حتى أستطيع الإجابة بشكل جيد! قالت المراقبة: ماذا تريدين؟ أخبرتها أن ما يحدث حرام، وأنه يضيع جهود من ذاكروا وتعبوا طوال العام، ويعطي فرصة للبعض لا يستحقونها، اقتربت مني قائلة: إذا كان هناك أي سؤال صعب أخبريني وأنا أحضر لك إجابته! أجبتها ببرود: إذا كان عندي سؤال صعب فسأحاول الإجابة عنه بنفسي، وإن لم أستطع فسأترك مكانه أفضل من سرقة إجابته، نظرت إلي بغيظ شديد وتركتني وابتعدت طالبة من الطلاب بعض الهدوء! استمر الغش لنهاية اللجنة ولم يكن هناك أمل في الشكوى حيث كانت التوصية آتية من فوق! في هذا اليوم حدث لي حالة انهيار حرفيا لكثرة البكاء بسبب القهر الذي شعرت به، وذهبت إلى البيت وأنا لا أفعل شيئا سوى البكاء بحرقة وأنا أدعو على الغشاشين ومن يساعدهم ومن يتغاضى عنهم، قال أخي ضاحكا محاولا التخفيف عني: خلاص ما تقهريش نفسك كنت غشي زيهم ، صرخت في وجهه: إزاي؟ ما ينفعش! إزاي ما ينفعش كررتها في نفسي مرات عديدة، ثم ابتسمت ومسحت دموعي، واتخذت قراري، انتظروني!! غدا سأنتقم!
وإلى اللقاء الجمعة القادمة وفنجان قهوة جديد تقدمه لكم:
رجاء حسين
=====================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...