موسيقه كلاسيك

الجمعة، 26 يوليو 2019

كتب الأستاذ/ محمد كمال سالم. ق.قصيرة. #خيال الظل #

- خيال الظل -
بقلمي محمد كمال سالم

كيفَ تثنى لى أن أصمتَ ، ألا أثورَ ، أن يُطبقَ عليَّ الجنونُ ، أن أكونَ عنيفًا قويًا، ان أمنعَه من الذهابِ حينَ رأيتُه يرتدى شالَ الإنتفاضةِ  ويتخطى آخرَ  بابٍ بالبيتِ فى رفقةِ ابنِ عمه ، لم أستطع أن أنطقَ بكلمةٍ حتى بعدَ أن غادرَ .
اليومَ هو الثامنُ والعشرون من يناير ولى يومان آتى الى الميدان ، والأيامُ ثقيلة وأحداثٌ مخيفةٌ مثلُ هذا الجسرِ ذي طرفين ذي منطقين واحتمالين .. مثل ميدانٍ بألفِ مخرجٍ وألف مهربٍ كلها تؤدى إلى المجهولِ ومن أين يتأتى لى أن أمتلك ناصيته ؟ هل كانوا مُحقينَ حين اتهمتنا أعينُهم بالخنوعِ؟ ، بأننا فرطنا .. غضبٌ يخالجنى يعتصرنى يمزقُ أحشائى ، أريدُ أن أصرخَ أن ألعنَ أضربَ ولكنى لا أقدرُ .. كلٌ يعترينى فى صمتٍ حتى خوفى من ألا أجدَه، أريدُ فقط أن أراقبَه أن أحرسَه من بعيدٍ دونَ أن يرانى ، أوزعُ نفسى فى النواصي المتباعدةِ علنى أجدُه فى المستحيلِ ، كلُ أقرانِه يشبهونه فى سمرتِه فى ملامحِه الغضبَى المتعبة ، كلهم يرتدون نفسَ الشالِ شالُ الغضب ، امواجٌ تتبعها امواجٌ ساخطةٌ أكادُ اذوبُ فى هتافِهم الصادرِ من عمقِ صدورِهم، أريدُ أن أشاركَهم صراخَهم ، ولكنه ظل سجينَ صدرى قيدَ قيودِ الصمتِ اللعينِ ، وكلما كفكفتُ دمعى أبكاني صياحُهم من جديد ، الشمسُ صارت فى المغيب فوقَ كبرى قصرِ النيل يمتزجُ أحمرها الداكنُ بدخانِ القنابلِ المسيلة للدموع  وكرٌ وفرٌبين الشبابِ وقواتِ الامن حتى بدا المشهدُ لى كمسرحِ خيالِ الضلِ جلستُ على رصيفٍ عالٍ ظامئا  مجهدا أريدُ أن أغمضَ عيني المتعبةَ من التفرسِ فى الشبابِ ومن كثرةِ البكاءِ ، يتسللُ الى سمعى من بعيد أهازيجهم ينشدون أغاني الشيخ سيد درويش والشيخِ إمام ( مصر يااما ياسفينة ) يرددون أشعار  أحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين ، وأنشودتى انا خائفٌةُ صامتةٌ ، وغابت الشمسُ وألقت فى نفسى ظلامَها ووضعت وجهى وصمتى ويأسى بين راحتي ووجنتي ، ووجدتني وقد أبيت حتى الهروبِ من أي مهرب في الميدان ...
 تمت،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...