موسيقه كلاسيك

الجمعة، 26 يوليو 2019

كتبت الأستاذة/ رجاء حسين. حلقة جديدة من مع قهوة الجمعة و#الغش وسنينه #

مع قهوة يوم الجمعة

{ مقال أسبوعي } نسعد فيه بصحبتكم الطيبة مع دعوتكم لفنجان قهوة ... أجمل الأوقات

========
 {الغش وسنينه}

رجاء حسين

===========

من المقال السابق:

[[قال أخي ضاحكا محاولا التخفيف عني: خلاص ما تقهريش نفسك كنت غشِّي زيهم، صرخت في وجهه: إزاي؟ ما ينفعش! إزاي ما ينفعش كررتها في نفسي مرات عديدة، ثم ابتسمت ومسحت دموعي، واتخذت قراري، انتظروني!! غدا سأنتقم!]]

-----------------------------------

لم أستطع النوم بشكل جيد، الإحساس بالقهر والظلم يغلف مرارة أي إحساس آخر يتواجد معه في تلك اللحظات، لم أستطع أن أفعل شيئا سوى البكاء، ولم أستطع التفكير في أي أمر آخر سوى ما حدث، وفيما يمكن أن يحدث غدا، أخذت أقلب الأمور في رأسي حتى صارت مثل كرة طفل سقطت سهوا في غسالة دائرة؛ لتلقى نصيبها من الدوار، تنازعتني نفسي الأمارة بالسوء ولا تلبث أن تحقق انتصارا ما، حتى تنتصر عليها نفسي اللوامة، وبين انتصار مذموم وانتصار ممدوح، تطل عليهما النفس المطمئنة، فتهدئ من روعهما، وأنال هدنة لا تتجاوز لحظات، حتى يبدأ الصراع بداخلي من جديد، حتى انتهيت إلى قرار لابد من تنفيذه، نعم لابد من الانتقام مما حدث! أليس الجزاء من جنس العمل؟! إذن فليكن، وإن غدا لناظره قريب، لقد زاد من تصميمي على قراري أن مادة الغد ستكون (الجغرافيا) وكانت من المواد التي لا أحبها ولا تحبني، ليس لأنها سيئة السمعة لا سمح الله، ولا لأني كنت أتجاهل وجودها، ولكن سامح الله من كان يقوم بتدريسها لنا؛ فقد جعل العلاقة بيننا بحاجة لهيئة دبلوماسية لتقريب وجهات النظر فيما بيننا، المهم، استطاع الهم الذي أصابني بعد اتخاذ قراري ، أن يقضي على هم خوفي من اختبار الغد، مرت الساعات بطيئة مملة، مكدسة بآلاف التساؤلات والاحتمالات والمخاوف من الغد، رأسي يدور ويدور، يمنعني من النوم، لماذا أنا قلقة إلى هذا الحد؟ وماذا سأفعل يخيفني إلى هذه الدرجة؟ يجب أن أطمئن قليلا، المساواة في الظلم عدل، وما ذا سيحدث سوى أني سأحقق العدل لنفسي؟ ماكاد الفجر يؤذن حتى قمت مسرعة، باءت محاولاتي للنوم ولو قليلا بالفشل، صليت الفجر وأمسكت بكتاب الجغرافيا الخارجي وبدأت أراجع بعض الدروس المهمة والخرائط، بقدر ما تتحمله نفسي، مر وقت الصباح وذهبت إلى المدرسة، دخلت اللجنة، وضعت الكتاب داخل الدرج، عادي كثيرون يفعلون ذلك! هل سأستطيع الاستعانة به وقت اللزوم؟ عادي الكثير يفعلون ذلك! ماذا لو فعلتها فقط في المادة التي أخاف منها؟ ماذا سيحدث؟ سأفتح الكتاب بدون أن ينتبه المراقب، وسأعرف الإجابة التي أريدها ثم أغلقه، وحتى لو انتبه المراقب، ماذا سيفعل لي؟ ألم يسمحوا للطلاب بذلك أمس؟ لماذا أنا خائفة إلى هذه الدرجة؟! استلمنا ورقة الاختبار، نظرت في الورقة، لم أستطع قراءة شيء، شعرت بمسافة ضبابية بيني وبين الورقة، انتبهت على وجهي وكان العرق يبلله وكأني أقف تحت المطر، ماذا حدث؟! أطرافي ترتعد، أشعر بهبوط شديد، طلبت كوب ماء، أتتني به المراقبة مسرعة وهي تربت على كتفي وتسألني: ما بك؟ بماذا تشعرين؟ شربت بعض الماء وأنا أنظر إليها ، جففت وجهي، بدأت أسترد توازني، كررت سؤالها: بماذا تشعرين؟ وداخلي فقط كانت الإجابة عن سؤالها، الإجابة التي لن أخبرها بها أبدا، هل كنت أمتلك القدرة على إخبارها حقا بما شعرت به؟ وهل كانت ستفهمني؟ ربما سخرت مني وقتها، وجعلت مني أضحوكة أمام الجميع، ماذا لو أخبرتها أنني أشعر بالتفاهة والدونية لأنني فكرت للحظات أنني أغش؟! وأن هذا الشعور يكاد يقتلني، كيف فكرت في ذلك من الأساس؟! مالي أنا ومن يغشون، مالي ومن يسرقون تعب غيرهم؟ كيف فكرت أن أفعل مثلهم؟! تركت الأفكار جانبا وبدأت الإجابة عن الأسئلة التي عرفت إجاباتها بقدر استطاعتي، أما الأسئلة الصعبة فقد استحضرت فورا الإدريسي وابن بطوطة الكائنان بداخلي، لتأليف ما تيسر من إجابات، المهم تكون الورقة كاملة! وبعد انتهاء اللجنة كان لي زيارة سريعة إلى رئيس اللجنة، زيارة كان لابد منها!

وإلى اللقاء الجمعة القادمة وفنجان قهوة جديد تقدمه لكم:

رجاء حسين

==========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...