موسيقه كلاسيك

الثلاثاء، 30 أبريل 2019

كتب الأستاذ/ محمد عبد الحميد حلقة جديدة من..أنا عندي كلام و #لما يؤن الأوان #

انا عندى كلام
(لما يؤون الاوان) وأقصد أن كل شيء يحدث في حياتنا له توقيت محدد .. وأن لذلك حكمة المقصود منها ظهور أشخاص أو أشياء في حياتنا في توقيت معين لو ظهرت قبل ذلك أو بعد ذلك ربما لم يكن لها معنى

واعترف ان هذه المقولة او الحكمة لم اطبقها فى حياتى إلا متأخرا وهذا بسبب الطبيعة الاندفاعية التي تغلب على طبيعتى لدرجة تنسينى اشياء كثيرة اؤمن بها
عندما كنت أتعرض لأزمة بسبب تأخر شيء ما في حياتي كان الإحباط يتسلل إلى نفسي دون أن أشعر .. وما أسهل الاكتئاب المصاحب له .. واليوم اتقدم بخالص الشكر لشخص عزيز كان دائما يشاركني في هذه اللحظات ويقوي عزيمتي وكانت جملة (لم يأن الاوان) هى نقطة الخلاف بيننا حيث إنني كنت أثور وأقول : وإيه يعني اللي هيجرى لو حصل اللي أنا عايزاه دلوقت .. فكان يهدئ ثورتي ويقول : لقد خلق الله كل شيء بقدر وسوف تنال ما تريد ولكن في التوقيت الذي قدره الله .. فكانت تزداد حدة ثورتي وانفعالي وأقول : وما الذي سيحدث لو نلت ما أردت وقتما أريد .. وحينها كان يحكى لى الكثير من القصص في السير الذاتية والمواقف الحياتية التي تؤكد صحة نظريته حتى تهدأ ثورتي واستعيد توازنى .. وكنت حينها أترك الأمور ولكن بداخلي رغبة في أن تسير الأشياء كيفما اريد

إلى أن حدثت مفارقات أخيرة في حياتي أكدت لي أنه لولا (لما يؤون الاوان) ما كنت قدرت قيمة الكثير من الأحداث في حياتي .. وفهمت اخيرا اننا نحتاج إلى درجة معينة من النضج لكي نستطيع أن نحكم على الأشياء والمواقف .. ولكي نستطيع أن نتأمل كل ما يدور حولنا .. فلو كانت هذه الأحداث جرت من قبل ما كنت أدركت قيمتها ولا استطعت الحكم عليها .. فالوقت له دور كبير في حياة الإنسان والزمن لو كان بيد الإنسان لكان الزمان انقلب رأسا على عقب

ففي الآونة الأخيرة أجبرتني الحياة أن أتخذ قرارات ما كنت أظن أنني سأتخذها لو جاءت في وقت آخر .. مواقف متتابعة كأحداث مسلسل خيوطه مترابطة لا يمكن أن أصل لنهايتها دون أن أمر بأولها وأوسطها وآخرها
تمسكت بشخصيات ما كنت لأعرف قيمتهم إلا في مرحلة النضج وأنهيت أشخاصا من حياتي ما كنت اجرؤ على ذلك في وقت آخر .. وكل ذلك بفضل (لما يؤون الاوان) الذى يدق في الوقت المناسب لكي تختار الموقف واللحظة والاشخاص والقرار المناسب

تحياتي للشخص الذي علمني أن أتدبر الآية الكريمة : لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم .. كم اختلفت معه وكم تحملني ورغم أنه كان دائما يردد أنني مثله الأعلى .. أنا الآن أعترف بأنني مدين له بدرس عمري
حقا إن قيمة الحدث هي أن يحدث (لما يؤون الاوان)..
ولسه عندى كلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...