موسيقه كلاسيك

الثلاثاء، 30 أبريل 2019

كتبت الأستاذة/ رجاء حسين ح73 من زهرة الصباح و #كلوا واشربوا ولا تسرفوا#

زهرة الصباح {73}
الاعتدال
(15) {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}
تقدمها لكم / رجاء حسين
============
{الدين المعاملة} فالإسلام ليس دينا منعزلا عن حياة المسلم؛ وقد جاء ليحفظ للإنسان كرامته وإنسانيته، وكلما ارتقى الإنسان في خلقه كان أقرب إلى الله ورسوله، كما جاء في الحديث الشريف: (أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)
ولهذا أمرنا الله بالتزام مكارم الأخلاق والتمسك بها، وجاء الأمر بالعمل بها في القرآن والسنة النبوية؛ كما أننا أمرنا بالتحلي بصفات طيبة تجعل هذه الأخلاق في الاتجاه الصحيح؛ ومن أهم هذه الصفات صفة {الاعتدال} وهي بمثابة البوصلة التي توجه جميع شئون حياتنا، ولأن الإنسان خلق من مادة وروح؛ فالواجب عليه مراعاة الاعتدال فيما يخص الجانبين، وقد رأينا في الحلقات السابقة أهمية مراعاة الاعتدال فيما يخص الجانب الروحي من مشاعر وأخلاقيات، والآن نتابع معا أهمية الاعتدال فيما يخص الجانب المادي، كاستخدام المال، الماء، الطعام، الملبس والمسكن، وكل ما يمتلكه الإنسان في حياته أو يستخدمه، ولأن الله هو خالق الإنسان ويعلم ما قد تنزع إليه نفسه أحيانا من التطرف والمغالاة في بعض الأمور؛ فقد رسم له الطريق واضحا منذ البداية، طريق الاعتدال والاتزان؛ وحتى لا يظلم الإنسان نفسه؛ بتغليب جانب على آخر، انسياقا وراء هوى نفسه، قال تعالى: (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا) 77 سورة القصص، والله تعالى عندما ينبه الإنسان إلى أخذ متاعه من الدنيا، والاستمتاع بما خلقه له من نعم، يعلمه الاعتدال في ذلك، (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) 31 سورة الأعراف، فالأمر بالأكل والشرب هنا يقابله النهي عن الإسراف بأي شكل من الأشكال؛ ونحن نرى مظاهر هذا بوضوح في البيوت والأسواق، حيث نجد البعض يشتري من السلع أكثر مما يحتاجه فعليا، وفي هذا خسارة للمال، وكفر بالنعمة حين يضطر إلى رمي ما اشتراه بعد أن فسد لعدم استخدامه، أو أنه يفرط في تناول الطعام والشراب، غير عابئ بصحته، وغير مهتم لمن يكون في حاجة إلى جزء بسيط من هذه الزيادة ليسد بها رمقه، أورمق أولاده من الفقراء والمحتاجين، فضلا عما يؤذي به أولاده من تعويدهم بعض العادات السيئة والمرفوضة دينيا واجتماعيا وأخلاقيا وإنسانيا، فيتعود الطفل على الاهتمام بمتعه الخاصة في الوقت الذي لا يعبأ فيه بحاجة الآخرين، مما يثير الأحقاد في النفوس، ويوغر صدور الفقراء وهم يرون النعم تلقى في أكوام القمامة في الوقت الذي لا يجدون فيه ما يسد رمقهم! وفي الوقت ذاته الذي ينهانا فيه الله عن الإسراف، يعلمنا أيضا أن التقتير والبخل يكون له عواقب وخيمة على الإنسان وأسرته، فقد نجد البعض يتشدد مع نفسه ومع من يعولهم، بالحرمان من أبسط متع الحياة شحا وبخلا، أو رغبة منه في إظهار الزهد والتقشف؛ حتى يجهد نفسه ونفوس أولاده بهذا الحرمان، الذي حذرنا الله منه، (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) 67 سورة الفرقان، وقد قدم لنا رسولنا الكريم الكثير من الدروس في وجوب الاعتدال فيما أحله الله لنا، وكان رده واضحا على الشباب الذين أرادوا المغالاة في العبادة وحرمان أنفسهم من الطعام والنوم والزواج ظنا منهم أن ذلك يقربهم إلى الله، وأن ذلك أقرب للتقوى، ونهاهم عن التشدد والترهب موضحا أن هذا خروج على سنته، وأن من رغب عن سنته ليس منه،وفي هذا نهي
عن المغالاة، وإغلاق الأبواب أمام البدع واستحداث أمور قد تجعل الإنسان يكره العقيدة نتيجة تشديده على نفسه وعلى من حوله، ويعطي صورة سيئة عن الدين والدين منه براء، إذن هو الاعتدال الذي يحفظ للإنسان صحته النفسية والبدنية، وقد رسم لنا الحديث الشريف ذلك: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفَسه)، وإذا كان الأمر بهذا الشكل، فلماذا يخالف البعض ذلك؟ ولماذا يلجأون إلى الإسراف، رغم ضرره عليهم صحيا وماديا واجتماعيا؟!
غدا مع زهرة جديدة
وأنت: كن كزهرة الياسمين ..رائحتها تريح الأعصاب وتولد شعورا بالثقة والتفاؤل ومرآها يولد شعورا بالحب والسعادة.
أرق تحياتي/ رجاء حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...