زهرة الصباح
{9}
تقد مها لكم / رجاء حسين
{الحِلْم}
{معن بن زائدة}
====
{الدين المعاملة} فالإسلام ليس دينا منعزلا عن حياة المسلم؛ وقد جاء ليحفظ للإنسان كرامته وإنسانيته، وكلما ارتقى الإنسان في خلقه كان أقرب إلى الله ورسوله، كما جاء في الحديث الشريف : ( أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وإذا جاز لنا أن نمثل الأخلاق الكريمة بواحة غنَّاء فإن مدخل هذه الواحة سيكون هو {الحِلم} فهيا نعيش الدقائق التالية
مع أجمل الحكايات وأشهر من عُرفوا بالحلم، {معن بن زائدة}
• معن بن زائدة
• كان معن قائدا من قواد العرب،.
كان خاله [ابن أبي العوجاء] زنديقا ودجالا وقتله الخليفة المهدي لزندقته،
وهو من أكثر الشخصيات التي اشتهرت بالحلم والعفوعن زلات الآخرين
.كان واليا على اليمن في عهد أبي جعفر المنصور
في يوم من الأيام أخذ بعض الناس يتذاكرون فيما بينهم أخبار معن وشدة حلمه وعفوه وكرمه
وبلغ بهم الوصف منتهاه في ذلك الأمر، فقام رجل من الأعراب متحديا لهم أن باستطاعته إغضاب {معن} وإثارة حفيظته، فأنكروا عليه ذلك، ولكنه أصر على أن ذلك باستطاعته، فوعدوه بإعطائه 100 بعير إن استطاع ذلك؛ وكان هذا الثمن يعد ثروة في ذلك الوقت .
تشجع الأعرابي وبدأ في تنفيذ خطته، وبدأ بمظهره، فأخذ بعيرا فسلخه وارتدى جلده، وجعل ظاهره باطن و باطنه ظاهر [والقصد أن يبدو بمنظر بائس وغير مناسب لوجوده في حضرة الأمير]،
ودخل على {معن} في مجلسه ولم يسلِّم، فلم يعره معن انتباهه فأنشأ الرجل يقول:
أتذكرُ إذ لحافك جلد شاةٍ // وإذ نعلاك من جلدِ البعير
قال معن: أذكره ولا أنساه والحمد لله.
فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكا // وعلمك الجلوس على السرير
فقال معن: سبحانه وتعالى على كل حال، إن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء
فقال الأعرابي:
فلستُ مسلما ماعشت حيا // على معنٍ بتسليم الأمير
فقال معن: إن السلام سنة، تأتي به كيف شئت، فإن سلمت رددنا عليكَ السلام، وإن تركت فلا ضَيْرَ عليك
فقال الأعرابي:
أمير يأكل الفولاذ سرا // ويطعم ضيفه خبز الشعير
رد معن: الزاد زادنا نأكل ما نشاء، ونطعم من نشاء
فقال الأعرابي:
سأرحلُ عن بلادٍ أنت فيها // ولو جارَ الزمانُ على الفقير
فقال معن: إن جاورتنا فمرحبا بالإقامة، وإن جاوزتنا فمصحوبا بالسلامة
قال الأعرابي:
فجد لي يا بن ناقصةٍ بمالٍ // فإني قد عزمتُ على المسير
(أم الأمير اسمها زائدة)
فقال معن: أعطوه ألف دينار تخفف عنه مشاق الأسفار
فأخدها وقال:
قليل ما أتيتَ به و إني // لأطمع منك في المال الكثير
فثنِ قد آتاكَ الملكُ عفوا // بلا رأيٍ و لا عقلٍ منير
فقال معن: أعطوه ألفا ثانية ليكون عنا راضيا
فتقدم الأعرابي إليه وقال:
سألتُ اللهَ أن يبقيكَ ذخرا // فما لك في البرية من نظيرِ
فمنك الجودُ والإفضال حقا // وفيضُ يديك كالبحر الغزير
فقال معن: أعطيناه لهجونا ألفين أعطوه لمد يحنا أربعة
فقال الأعرابي:
بأبي أيها الأمير ونفسي فأنت نسيج وحدك في الحلم ونادرة دهرك في الجود فقد كنت في صفاتك بين مصدق ومكذب، فلما بلوتك أذهب ضعف الشك قوة اليقين، وما جئت إلا مختبرا حلمك؛ فألفيت فيك من الحلم ما لو قُسم على أهل الأرض لكفاهم جميعا، وما بعثني على ما فعلت إلا مائة بعير جعلت لي على إغضابك
فقال له الأمير: لا تثريب عليك، ووصى له ب مائتي بعير، مائة للرهان ومائة له فانصرف الأعرابي داعيا له معجبا بحلمه
============================
موعدنا غدا مع زهرة جديدة
كن كزهرة الياسمين ..رائحتها تريح الأعصاب وتولد شعورا بالثقة والتفاؤل ومرآها يولد شعورا بالحب والسعادة.
صباحكم زهور ندية وقلوب صافية نقية
صباح الخير.. بقلم/ رجاء حسي
{9}
تقد مها لكم / رجاء حسين
{الحِلْم}
{معن بن زائدة}
====
{الدين المعاملة} فالإسلام ليس دينا منعزلا عن حياة المسلم؛ وقد جاء ليحفظ للإنسان كرامته وإنسانيته، وكلما ارتقى الإنسان في خلقه كان أقرب إلى الله ورسوله، كما جاء في الحديث الشريف : ( أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وإذا جاز لنا أن نمثل الأخلاق الكريمة بواحة غنَّاء فإن مدخل هذه الواحة سيكون هو {الحِلم} فهيا نعيش الدقائق التالية
مع أجمل الحكايات وأشهر من عُرفوا بالحلم، {معن بن زائدة}
• معن بن زائدة
• كان معن قائدا من قواد العرب،.
كان خاله [ابن أبي العوجاء] زنديقا ودجالا وقتله الخليفة المهدي لزندقته،
وهو من أكثر الشخصيات التي اشتهرت بالحلم والعفوعن زلات الآخرين
.كان واليا على اليمن في عهد أبي جعفر المنصور
في يوم من الأيام أخذ بعض الناس يتذاكرون فيما بينهم أخبار معن وشدة حلمه وعفوه وكرمه
وبلغ بهم الوصف منتهاه في ذلك الأمر، فقام رجل من الأعراب متحديا لهم أن باستطاعته إغضاب {معن} وإثارة حفيظته، فأنكروا عليه ذلك، ولكنه أصر على أن ذلك باستطاعته، فوعدوه بإعطائه 100 بعير إن استطاع ذلك؛ وكان هذا الثمن يعد ثروة في ذلك الوقت .
تشجع الأعرابي وبدأ في تنفيذ خطته، وبدأ بمظهره، فأخذ بعيرا فسلخه وارتدى جلده، وجعل ظاهره باطن و باطنه ظاهر [والقصد أن يبدو بمنظر بائس وغير مناسب لوجوده في حضرة الأمير]،
ودخل على {معن} في مجلسه ولم يسلِّم، فلم يعره معن انتباهه فأنشأ الرجل يقول:
أتذكرُ إذ لحافك جلد شاةٍ // وإذ نعلاك من جلدِ البعير
قال معن: أذكره ولا أنساه والحمد لله.
فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكا // وعلمك الجلوس على السرير
فقال معن: سبحانه وتعالى على كل حال، إن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء
فقال الأعرابي:
فلستُ مسلما ماعشت حيا // على معنٍ بتسليم الأمير
فقال معن: إن السلام سنة، تأتي به كيف شئت، فإن سلمت رددنا عليكَ السلام، وإن تركت فلا ضَيْرَ عليك
فقال الأعرابي:
أمير يأكل الفولاذ سرا // ويطعم ضيفه خبز الشعير
رد معن: الزاد زادنا نأكل ما نشاء، ونطعم من نشاء
فقال الأعرابي:
سأرحلُ عن بلادٍ أنت فيها // ولو جارَ الزمانُ على الفقير
فقال معن: إن جاورتنا فمرحبا بالإقامة، وإن جاوزتنا فمصحوبا بالسلامة
قال الأعرابي:
فجد لي يا بن ناقصةٍ بمالٍ // فإني قد عزمتُ على المسير
(أم الأمير اسمها زائدة)
فقال معن: أعطوه ألف دينار تخفف عنه مشاق الأسفار
فأخدها وقال:
قليل ما أتيتَ به و إني // لأطمع منك في المال الكثير
فثنِ قد آتاكَ الملكُ عفوا // بلا رأيٍ و لا عقلٍ منير
فقال معن: أعطوه ألفا ثانية ليكون عنا راضيا
فتقدم الأعرابي إليه وقال:
سألتُ اللهَ أن يبقيكَ ذخرا // فما لك في البرية من نظيرِ
فمنك الجودُ والإفضال حقا // وفيضُ يديك كالبحر الغزير
فقال معن: أعطيناه لهجونا ألفين أعطوه لمد يحنا أربعة
فقال الأعرابي:
بأبي أيها الأمير ونفسي فأنت نسيج وحدك في الحلم ونادرة دهرك في الجود فقد كنت في صفاتك بين مصدق ومكذب، فلما بلوتك أذهب ضعف الشك قوة اليقين، وما جئت إلا مختبرا حلمك؛ فألفيت فيك من الحلم ما لو قُسم على أهل الأرض لكفاهم جميعا، وما بعثني على ما فعلت إلا مائة بعير جعلت لي على إغضابك
فقال له الأمير: لا تثريب عليك، ووصى له ب مائتي بعير، مائة للرهان ومائة له فانصرف الأعرابي داعيا له معجبا بحلمه
============================
موعدنا غدا مع زهرة جديدة
كن كزهرة الياسمين ..رائحتها تريح الأعصاب وتولد شعورا بالثقة والتفاؤل ومرآها يولد شعورا بالحب والسعادة.
صباحكم زهور ندية وقلوب صافية نقية
صباح الخير.. بقلم/ رجاء حسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق