موسيقه كلاسيك

الأربعاء، 27 فبراير 2019

كتبت الأستاذة/رجاء حسين..ح8 من زهرة الصباح. و &الحلم هل هو ضعف أم قوة &

زهرة الصباح
{8}
تقدمها لكم: رجاء حسين
{الحِلم: هل هو ضعف أم قوة}
يخشى البعض أحيانا من التحلي بصفة الحلم لأسباب عديدة؛ أولها أنهم يعتبرونه نوعا من الضعف في مواجهة الآخرين، وإلى كل من يعتقد ذلك نهدي الحديث الشريف:
(ليس الشديد بالصُّرْعَة، انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) رواه مسلم
والصرعة تعني الرد على الآخرين بالمغالبة والضرب، ومعنى الحديث واضح في الاعتبار بالقوة النفسية وقوة التحكم في الانفعالات النفسية السلبية وأولها الغضب من الآخرين، مما يعكس قوة الإرادة لدى الشخص وهذه هي القوة الحقيقية كما عبر عنها رسولنا الكريم - عليه الصلاة والسلام-
فالرسول وهو المعلم والقدوة؛ يعلمنا التمسك بحسن الخلق في معاملاتنا ويشجع على ذلك قولا وعملا
فالحلم من سنن المرسلين كما قال - صلى الله عليه وسلم - لأحد الصحابة: ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة ) متفق عليه
«ان الله يحب الحيي الحليم، و يبغض الفاحش البذى
والحلم يبلغ بصاحبه أعلى الدرجات
‏ (إن الرجل المسلم ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم‏
والحليم يكرمه الله تعالى يوم القيامة)
فعلى كل منا أن يعلم أن التسرع في إظهار الغضب وعدم السيطرة على النفس، من الأخلاق المذمومة؛ فربما تسرع في أمر لم يتبين حقيقته، مما يجلب له الندم، أو أنه لو كظم غيظه كان أفضل له،
وقد وضع لنا الرسول الكريم بعض الحلول التي تساعدنا في التغلب على أنفسنا في تلك الحالات:
جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: أوصني. فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب). فأعاد الرجل السؤال وردده مرارا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : (لا تغضب) رواه البخاري
وعلى كل منا أن يدرب نفسه على أن يتحلى بالحلم
ويتفادى الغضب؛ فعليه ان أحس بالغضب ان يسكت كما نصحنا الرسول الكريم: (إذا غضب أحدكم فليسكت) رواه أحمد
كما يوصينا رسولنا الكريم بتغيير الوضع الذي نحن عليه، قال - صلى الله عليه وسلم:
(اذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع (ينام على جنبه أو يتكئ) رواه أبوداود وأحمد، والغضب جمرة نار كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
(ألا وان الغضب جمرة في قلب ابن آدم. أما رأيتم الى حُمْرَة عينيه وانتفاخ أوداجه؟! فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض) رواه الترمذي وأحمد
كما أن على الإنسان أن يتعود التماس الأعذار للآخرين
فما أجمل العمل بما أمرنا ونصحنا به الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -
ولأن السفاهة من أشد ما قد يستفز الإنسان فهي باب واسع من باب التدرب على التمسك بالحلم، فالسفيه غالبا هو إنسان ناقص العقل لم تنضجه الأيام ولا يعرف للناس أقدارها، وواجب العاقل أن يترفع عن مجاراته وعن الرد عليه حتى لا يكون مسافها، والمُسا فه هو من يمنح الفرصة للسفيه باستعراض قدراته في البذاءة وقبيح الكلام، وذلك بالرد عليه فالرد عليه هو بمثابة البنزين الذي يسكب على النار؛ فيزيدها اشتعالا، أما السكوت عنه فهو بمثابة الماء الذي يصب على النار، ولا يدع لها الفرصة لتخرج ألسنتها الملتهبة وفي ذلك يقول الإمام الشافعي:
متاركة السفيه بلا جواب // أشد على السفيه من الجواب
كن كزهرة الياسمين، رائحتها تريح الأعصاب وتولد شعورا بالثقة والتفاؤل ومرآها يولد شعورا بالحب والسعادة
موعدنا غدا مع زهرة جديدة
صباحكم زهور ندية وقلوب صافية نقية
صباح الخير.. بقلم/ رجاء حسين
=======================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...