موسيقه كلاسيك

الخميس، 29 نوفمبر 2018

الأديب/سليم عوض عيشان يكتب قصة (أدركيني يا أماه)

" أدركيني يا أماه " ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
===================
إهداء متواضع :
لكل الأطفال المعذبين في الأرض ..
ولكل من يتعظ .. ويعتبر ..
( الكاتب )
---------------------------

" أدركيني يا أماه " ؟؟!!

- هيا انهضي .. انهضي بالله عليكِ.. فالأمر جد خطير ... أستحلفك بالله .. وبكل الرسل والأنبياء .. وبكل الكتب السماوية .. وبكل ما هو عزيز وغالٍ وسامٍ أن تنهضي ...

لا يلبث أن يتوقف عن الصراخ والنداء والبكاء المر الأليم .. يحاول أن يلملم أطراف نفسه .. وأن يكفكف دموعه الغزيرة الحارقة ...

لا يلبث أن يندفع مرة أخرى بالصراخ .. والبكاء والعويل :
- أماه .. يجب أن تنهضي لكي تقفي لجانبي .. لكي تساعدينني .. لكي تقولي لي ماذا يجب عليّ أن أفعل ... فأنا لا أعرف كيف أتصرف بالأمور وحدي .. يجب أن تنهضي لكي ترشديني .. تساعدينني ...

يتوقف لبعض الوقت لكي يلتقط أنفاسه المتقطعة .. ولكي يحاول تجفيف دموعه المدرارة من جديد ..

كان الطفل يحمل حقيبته المدرسية على كتفه .. يرتدي الملابس الرسمية لمرحلة تعليمه الابتدائي في المدرسة الكبيرة ..

لا يلبث أن يندفع مرة أخرى بالصراخ والعويل والبكاء بصوت تخنقه العبرات :
- المعلم قرعني بشدة .. عنفني بغلظة .. قرظني بقسوة .. وعيرني بأسوأ العبارات المتلاحقة .. أستاذي اتهمني بالكسل والتكاسل .. وصمني بالخمول والبلادة .. هو أرجع هذا وذاك إلى عدم اهتمامك بي .. هو اتهمك بإهمالي وعدم الاهتمام بي .. وعدم مساعدتي في تأدية الواجبات المدرسية المنزلية ... هو أرجع كل هذا وذاك إلى أنك مشغولة بأمور أخرى عن متابعة أموري وإصلاح شأني ..
فهيا انهضي يا أماه بالله عليكِ لكي تعالجي الأمور كما كنت تفعلين دوما .. هيا بالله عليك .. انهضي يا أمي .. أدركيني يا أماه ..

في الصباح .. كان الطفل قد راح يبكي بحرقة ومرارة .. وراح يهرول من حجرة الدراسة المدرسية إلى الخارج .. لينطلق إلى البعيد البعيد .. بينما العبارات اللاذعة من التعنيف والتقريع والتقريظ من معلمه تلاحقه بقسوة وعنف ووحشية .. كان يفر من المكان وكأن الشيطان ذاته يلاحقه .

... ولم يلث أن وقف الطفل إلى جانب رأس أمه لاهثا مضطرباً .. شاكياً باكياً .. يذرف الدموع الحارقة بغزارة .

راح يتوسل إلى أمه أن تنهض من مكانها لكي تأتي إلى المعلم .. إلى أستاذه الذي كال له التهم جزافا .. كي تشرح له الأمر ... وتوضح له الموقف .

طال بالطفل العويل والبكاء .. الصراخ والنداء .. التوسل والرجاء ..ولكن الأم لم تستجب لكل هذا وذاك .. ولم تنبس ببنت شفه .. ولم تحرك ساكناً ... واستمرت في هدوئها وسكوتها وسكينتها .

... فلقد كانت تغط في نوم عميق عميق .. طويل طويل ... " شهيدة " داخل القبر ؟؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...