موسيقه كلاسيك

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

الأستاذ/سرحان الركابي يكتب مقالته (معلومات)

معلومات احببت ان تشاركوني بها
.

المعرفة والسلطة والحقيقة
.
يقال عادة اننا ما ان نود ان نفهم او ندرك شيئا ما , فهذا يعني اولا اننا  تجهل ذلك الشي , ولا نملك معلومات عنه , وثانيا فان الشي الذي نجهله , هو خارج حدود سيطرتنا , ومنفصل عن وعينا وادراكنا ,
لكن بمجرد  ان نبحث عن ذلك الشي ,  لنمد مجساتنا التي تعتبر ادوات استكشاف لكل ما يحيط بنا , وما ان تبدا حواسنا , بالوصول الى حدود وتفاصيل والغاز ذلك الشي , حتى نبدا بالسيطرة عليه , والالمام به , والاحاطة بكل جوانبه
من هنا يقول فلاسفة ما بعد الحداثة , ان المعرفة قوة , لانها مهما تغلفت بكل الالوان البراقة , تبقى هي باعث خفي للهيمنة والاخضاع , اننا نفهم الاشياء ونفكك تفاصليها , لاننا نود ان نستعمل تلك الاشياء او نخضعها لرغبتنا وارادتنا
 , ويضيف ما بعد الحداثيون , ان كل معرفة لا تعني انها مرتطبة بالحقيقة لتشكل بنيانها المعرفي , بل لانها هي في الاساس , نتاج او تلاقح ما بين المعرفة والسلطة ,
فالمعرفة المسبقة المتكلسة داخل العقل , تشكل سلطة في داخل ذلك العقل , من حيث انه خاضع لنسقها وبديهياتها ويقينياتها , ومتى ما خرج العقل باستنتاجات معينة , فلن تكون تلك الاستنتاجات سوى وليد شرعي ليقينيات العقل المسبقة , التي استقاها خلال مسيرته , والتي اصبحت بمثابة الركائز التي يستند عليها , كونه غير قادر على السباحة في المجهول , والانفلات في الفراغ , لانه والحالة هذه سيكون اشبه بطفل يتمسك بقشة تحملها الريح حيث تشاء ,  وسيظل العقل يخبط خبط عشواء , ما لم يرتكن الى اسس وثوابت معينة كي ينطلق منها , وحينها يقع العقل مرة اخرى تحت براثن اليقينيات التي استند اليها , انها مفارقة كبيرة ومحرجة للعقل البشري , فهو في الوقت الذي يتوق للسياحة في كل المجاهيل والاسرار التي تحيره وتثير فضوله ,  فانه في الوقت نفسه ,  مطلوب منه التحرر من يقينياته اولا , او بالاحرى التحرر من كل الاسس واليقينيات والبديهيات والثوابت , لكنه ما ان يبدا بالسياحة في المجاهيل والاسرار والالغاز , فانه تلقائيا سيخضع  الى اسس وركائز جديدة , وحالما يسلم العقل لتلك الاسس والركائز الجديدة , فانه يقع مرة اخرى تحت نير سلطة جديدة , سلطة المفهوم واليقين الجديد , ولذلك قيل , ان الحقيقة نسبية ومتحركة وليست مطلقة , فكلما انزاحت المعرفة وكلما اسست لمفاهيم جديدة كلما انبثقت حقيقة جديدة وفي كل ذلك تظل السلطة متعضية ومتماهية ومبثوثة في كل الامكنة والازمنة التي يطوفها العقل والانسان والوجود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...