موسيقه كلاسيك

السبت، 10 أغسطس 2019

كتب الأستاذ/ محمد كمال سالم $بنطلوني في خطر $

بنطلوني فى خطر .
بقلمي..محمد كمال سالم

زرار البنطلون معلق على فتله واحده ، سيقع لا محاله وأنا فى عملى ،، هل أوقظ زوجتى لتخيطه لى قبل ذهابى ؟ لا ..لا داعى ودع يومك يمر بسلام .
أحكمت عليه حزامى وأغلقت سترتى الشتويه ، تمام لا مشكله .. وذهبت إلى عملى، يوم مشحون كالأيام التى لاتمر فى سهوله وأشغال كثيره لا تنتهى ونال منى ألتعب ، وتأخرت وفاتنى أتوبيس الشركة ، سأستقل الاتوبيس العام وأمرى الى الله ..لملمت أوراقى وأشيائى ،، أُعدل هندامى ..اااااه.. وقع الزرار بالفعل ، تناولته من علي الأرض ، أحكمت حزامى من جديد ، ووضعت الزرار فى جيب قميصى ومعه خمسه جنيهات أجرة الأتوبيس ، الوقت متأخر والأتوبيس مزدحم ، ركبت بصعوبه بالغه ، بالكاد وصلت للمكتب الصغير الخاص بالكمسرى فى آخر العربه .. أُناوله الخمسه جنيهات فسمعت وقع الزرار على مكتبه الصغير ، رحت افتش سريعًا بأصابعى بين دفاتر تذاكره ونقوده المبعثره عليه ، فنهرنى الكمسارى بشده قائلا( بتعمل ايه يا أستاذ ؟) اصل الزرار بتاع البنطلون وقع وأنا .. أنا .. لا عليك مش مهم .. وتركته خجلآ احاول ان اتشبث بأى شىء حتى لا اقع فالسياره مزدحمه ، حتى هم رجل يقف أمامى بالتحرك للنزول فأخذت مكانه وأمسكت بظهر الكرسى الذى أمامى .. وما ان رآنى الرجل الجالس عليه حتى بادرنى قائلاً ( ايوه شفت إذاى لبست تقيل من البرد ؟) فاجئنى قوله وقلت .. أيوه صحيح الدنيا برد .. قال ( انا اللى قلتلك عاملى فيها عيل صغير ؟! ) دُهشت لأمر هذا الرجل ، لا أظن انى أعرفه او رأيته من قبل ، أُحملق فيه جيدًا وقد تجاوز الخمسين من عمره ، شعره المهمل ، حلته الباليه يبدوا وأَنه لم يغيرها منذ فتره طويله ، ياقة قميصه وأساوره المتسخه تخبربأنه ليس هناك من يقوم على رعايته .. لكن إبتسامته الحانيه ونظرته الودوده جعلتنى ألفته سريعًا فبادلته حديثه وكأنى أعرفه .. يستطرد فى حديثه قائلا ( المدينه إتغيرت وبقت جميله ) سألته ، انت مش من هنا ؟
(لأ.. أنا جاى عند اخويه ، كلمته وقلتله أنا جاى اشوف الولاد ، وهو قاللى أصل عندهم مدرسه الصبح بدرى ، قلتله أنا حاشوفهم وانزل على طول ، الولاد وحشونى) اشاح بوجهه إلى النافذه ينظر خارج العربه يوارى انكسارًا ، ثم عاد ليقول ( الولاد بيحبونى جدًا، حاشوفهم وابوسهم وانزل على طول ) ثم اضاف ضاحكًا رغم دمعة برقت بمقلتيه ( حتى مش عايز اتعشى ) .. ثم هب واقفاً يستعد للنزول بعد ان نادى الكمسارى بإسم محطته وقال (سلام ) قلت سلام وجلست مكانه أنظر إليه وهو يغادر متسائلآ ومشفقًا... ما حكايتك ايها الرجل ؟؟ ومتى تقوم بزيارتك الثقيله على اخوك ومتى تعود من حيث اتيت ؟! ومن أنت ؟؟
ولم أفق من حيرتى الى على صوت الكمسرى يرفع احدى يديه فى الهواء عاليآ يصيح متسائلاً .. الاستاذ الى كان بيدور على زرار البنطلون ..
تمت ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...