..حبيبتى..
بقلمي/ محمد كمال سالم
قلبى الأخضر الغض.. أحب...
وحبيبتى كانت قريبتى وجارتى.. ولدت معى فى نفس العام.. وفى نفس العمارة.. ونشأنا معاً.. أطفالًا نتشاجر ونلعب ..
وصغارًا نستذكر سويًا ونقتسم الحلوى.. وفى شَرخ شبابنا إعتدتها .. وتبدل الإعتياد لشئ أعمق لم أعرف كنه .. وعرفته يوم همست لى .. أحبك .. مادت بى الأرض يومها ولم تستقر ...
وتواعدنا .. وتعانقت راحتانا ومشينا متلاصقين أغنيها .. وكنت إذا ودعتها يبقى شذى عطرها فى يدى حتى موعدنا الجديد .. فعطرها كان نادرًا غاليًا يأتيها عبر أختها الأكبر المتزوجة فى بلاد العطور... وافتضح سرنا البرئ فباعدوا بيننا ولم تفلح لرؤيتها كل أسبابى وعلاتى ...
وطال غيابها وطار إلىٌ خبر خطبتها .. ستتزوج وتلحق بأختها الكبرى فى بلاد العطور .. وأصبحت المسافة بينى وبين جارتى القريبة .. لا يمكن تجاوزها ...
وسافرت .. وحزمت فى حقائبها بِكر أحلامى وحلو أيامى ..
محموم طريح فراشى أنا .. يعتصر قلبى بين أضلعى .. وعقلى ينزف ذكرياتى أشواك فوق وسادتى .. يمُر بى أخى الأكبر يقبض على شعرى معنفًا .. ستمزق فؤادك مبكرًا.. وأمتزجت نظرات أمى بين تأنيب وإشفاق .. أترفع يدها لوجهى وتصفعنى .. أم تكفكف دمعى .. ولحظة أن ضمت رأسى إلى صدرها .. هوت روحى من السماء السابعة ...
وحجبوا أخبارها عنى .. وغابت وأستشفيت بألف قصة حب ملهيه .. ومن هواها ظننت أنى قد بَرئت ..
وبعد .. اليوم يمتلء بيتنا بالجيران والأهل والأصدقاء.. فاليوم عُرسى أنا .. وأصحابى يحيطون بى يعاونونى لإنهاء زينتى حتى ألحق بحفلى .. فإذا بها عند الباب ...
نعم هى حبيبتى .. شهق الحضور لما رأوها وأفسحوا لها طريقًا إلىٌ .. تتخطى الزحام نحوى تتهجى خطواتها تتحسسها وكأنها بحافة شاهق.. وفى خطواتها هنا .. سافرت ذاكرتى هناك حيث سنواتى الصريعة على يدها .. ورأيتها وكانها تأتينى فى موعدنا القديم بفستانها الهفاف المنقوش بزهرات الياسمين ..وشعرها المتهدل فى نعومةِ لا يهدأ لا تنفك تلملمه بأناملها عن جبينها وأهدابها .. وبغمازتيها الباسمتين صارت الأن أمامى وأنا غير مصدق ..
بسطت لى راحتيها فعانقتهما راحتاى عناقهما القديم ..
وسألتها فى صوت متهدج.. أنتِ هنا إذًا؟؟ قالت باسمه .. جئت من أجلك .. فرمقتها .. كاذبة .. قالت مُداعبه .. أين ذهبت وسامتك ؟؟ قلت .. سافرت إلى بلاد العطور منذ سنوات ..
تجهمت ورفعت يديها لرابطة عنقى لتعقدها .. فتعلقت يدى بساعديها وقلت .. أعقديها جيداً فإن تحتها جرح لا يندمل .. فبرقت عينيها واطرفت وأكملت عُقدتها ثم جذبتنى منها إليها حتى ظننت أنها ستقبلنى .. ولكنها همست فى أذنى ..
دعنا لا نتألم بعد اليوم .. وغادر أحلامى .. مبروك ..
وعادت لتعانق راحتى مودعة .. وأستدارت منصرفة بين همهمات الحضور لرؤية الفصل الأخير لقصة يعرفون فصولها .. وبين نظرات أمى الرافضة لزيارتها .. وبين شوقى المستعر .. ورفعت راحتى أتشممها فوجدت شذى عطرها هناك .. وكان هذا أخر عهدى بها ..
وتزوجْت أنا .. وأحببت زوجتى .. وأنجبت .. ومضى العمر سريعًا .. وتزوج أبنائى..
والآن فى ليالى الجدباء القاحله .. تأتينى فى حُلمى بفستانها الهفاف المنقوش بزهرات الياسمين .. تبسط لىٌ راحتيها بغمازتيها الباسمتين وتقول .. أنا أنتظرك .. أنا على العهد .. تغمرنى .. تملأ كيانى .. أستشعرها فى كل وجودى .. أصدقها .. أصحوا .. أبسط إليها راحتىٌ فلا أجدها ..
يُعتصر قلبى بين أضلعى .. أرفع راحتى أتشممها ..
فلا أجد شذى عطرها ... تمت
بقلمي/ محمد كمال سالم
قلبى الأخضر الغض.. أحب...
وحبيبتى كانت قريبتى وجارتى.. ولدت معى فى نفس العام.. وفى نفس العمارة.. ونشأنا معاً.. أطفالًا نتشاجر ونلعب ..
وصغارًا نستذكر سويًا ونقتسم الحلوى.. وفى شَرخ شبابنا إعتدتها .. وتبدل الإعتياد لشئ أعمق لم أعرف كنه .. وعرفته يوم همست لى .. أحبك .. مادت بى الأرض يومها ولم تستقر ...
وتواعدنا .. وتعانقت راحتانا ومشينا متلاصقين أغنيها .. وكنت إذا ودعتها يبقى شذى عطرها فى يدى حتى موعدنا الجديد .. فعطرها كان نادرًا غاليًا يأتيها عبر أختها الأكبر المتزوجة فى بلاد العطور... وافتضح سرنا البرئ فباعدوا بيننا ولم تفلح لرؤيتها كل أسبابى وعلاتى ...
وطال غيابها وطار إلىٌ خبر خطبتها .. ستتزوج وتلحق بأختها الكبرى فى بلاد العطور .. وأصبحت المسافة بينى وبين جارتى القريبة .. لا يمكن تجاوزها ...
وسافرت .. وحزمت فى حقائبها بِكر أحلامى وحلو أيامى ..
محموم طريح فراشى أنا .. يعتصر قلبى بين أضلعى .. وعقلى ينزف ذكرياتى أشواك فوق وسادتى .. يمُر بى أخى الأكبر يقبض على شعرى معنفًا .. ستمزق فؤادك مبكرًا.. وأمتزجت نظرات أمى بين تأنيب وإشفاق .. أترفع يدها لوجهى وتصفعنى .. أم تكفكف دمعى .. ولحظة أن ضمت رأسى إلى صدرها .. هوت روحى من السماء السابعة ...
وحجبوا أخبارها عنى .. وغابت وأستشفيت بألف قصة حب ملهيه .. ومن هواها ظننت أنى قد بَرئت ..
وبعد .. اليوم يمتلء بيتنا بالجيران والأهل والأصدقاء.. فاليوم عُرسى أنا .. وأصحابى يحيطون بى يعاونونى لإنهاء زينتى حتى ألحق بحفلى .. فإذا بها عند الباب ...
نعم هى حبيبتى .. شهق الحضور لما رأوها وأفسحوا لها طريقًا إلىٌ .. تتخطى الزحام نحوى تتهجى خطواتها تتحسسها وكأنها بحافة شاهق.. وفى خطواتها هنا .. سافرت ذاكرتى هناك حيث سنواتى الصريعة على يدها .. ورأيتها وكانها تأتينى فى موعدنا القديم بفستانها الهفاف المنقوش بزهرات الياسمين ..وشعرها المتهدل فى نعومةِ لا يهدأ لا تنفك تلملمه بأناملها عن جبينها وأهدابها .. وبغمازتيها الباسمتين صارت الأن أمامى وأنا غير مصدق ..
بسطت لى راحتيها فعانقتهما راحتاى عناقهما القديم ..
وسألتها فى صوت متهدج.. أنتِ هنا إذًا؟؟ قالت باسمه .. جئت من أجلك .. فرمقتها .. كاذبة .. قالت مُداعبه .. أين ذهبت وسامتك ؟؟ قلت .. سافرت إلى بلاد العطور منذ سنوات ..
تجهمت ورفعت يديها لرابطة عنقى لتعقدها .. فتعلقت يدى بساعديها وقلت .. أعقديها جيداً فإن تحتها جرح لا يندمل .. فبرقت عينيها واطرفت وأكملت عُقدتها ثم جذبتنى منها إليها حتى ظننت أنها ستقبلنى .. ولكنها همست فى أذنى ..
دعنا لا نتألم بعد اليوم .. وغادر أحلامى .. مبروك ..
وعادت لتعانق راحتى مودعة .. وأستدارت منصرفة بين همهمات الحضور لرؤية الفصل الأخير لقصة يعرفون فصولها .. وبين نظرات أمى الرافضة لزيارتها .. وبين شوقى المستعر .. ورفعت راحتى أتشممها فوجدت شذى عطرها هناك .. وكان هذا أخر عهدى بها ..
وتزوجْت أنا .. وأحببت زوجتى .. وأنجبت .. ومضى العمر سريعًا .. وتزوج أبنائى..
والآن فى ليالى الجدباء القاحله .. تأتينى فى حُلمى بفستانها الهفاف المنقوش بزهرات الياسمين .. تبسط لىٌ راحتيها بغمازتيها الباسمتين وتقول .. أنا أنتظرك .. أنا على العهد .. تغمرنى .. تملأ كيانى .. أستشعرها فى كل وجودى .. أصدقها .. أصحوا .. أبسط إليها راحتىٌ فلا أجدها ..
يُعتصر قلبى بين أضلعى .. أرفع راحتى أتشممها ..
فلا أجد شذى عطرها ... تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق