موسيقه كلاسيك

الجمعة، 31 مايو 2019

كتب الأستاذ/ نواف الحاج علي $معرفة الله $

رمضانيات
معرفة الله
سئل الامام جعفر الصادق ( وهو جعفر بن محمد الباقر – جده لأبيه هو الامام علي بن أبي طالب وجده لامه هو أبو بكر الصديق – رضي الله عنهم جميعا ) – سئل الامام من قبل أحد الناس – يا ابن بنت رسول الله – لقد قال الله تعالى : ادعوني أستجب لكم – فما لنا ندعوه فلا يجيب ؟؟ فقال له الامام : لأنك تدعو من لا تعرف - ؟؟ يحضرني هذا المشهد وأنا أستمع يوميا في صلاة الفجر لأدعية امامنا وهو يدعو أن يحرر الله المسجد الاقصى والاراضي المحتله ، كما يدعو غيره في مختلف مساجد المسلمين ؟؟؟؟ ومع هذه الأدعيه العريضه فالأمور ما زالت على حالها بل يزداد تمادي الصهاينه في التهويد وسرقة الاراضي كل يوم والاعتداء على المقدسات ؟؟؟
هنا يجب أن نتوقف عند هذا الرد القوي للامام ؟؟ ماذا تعني معرفتنا بالله عز وجل ؟ ومتى نكون أهلا للاستجابة لدعواتنا ؟؟؟ - ان معرفتنا بالله عز وجل تقتضي التفكير بكل اركان الايمان ثم الايمان بها ايمانا مطلقا - واعتبار الاسلام نظاما متكاملا لا يصح تجزئته - ان معرفة الله عن طريق العقل توطد الايمان في القلب – وكلما زادت معرفتنا بالله عز وجل كلما ازددنا تقوى وتضرعا وطاعه - فمن يدعو الله يجب ان يكون عارفا به وبصفاته ، موقن أنه يدعو ربا رحيما لا يغلق له باب رحمة - مع حسن الظن بالله جل جلاله – يقول الرسول صلى الله عليه وسلم – ( قال الله عز وجل : من سألني وهو يعلم أني أضر وأنفع أستجيب له ) - فحين يأمرنا الله باخذ الاسباب والارتقاء في مجالات الحياة بهمة ونشاط وبعون منه فلا يصح ان نتواكل ونتكاسل ونظن ان الله سيستجيب لدعائنا بمجرد الكلام ؟؟ فان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضه ، ولكن السعي مقرون بالتوكل على الله هو الذي ييسره الله لخلقه – والشرط الاساسي لاجابة الدعاء هو أن يستجيب العبد لله تعالى فيما دعاه اليه وكلفه به بعد ان يكون الايمان قد عمر قلبه نتيجة تفكير وتمحيص - عندها يكون الانسان أهلا للدعاء --
جاء في الحديث القدسي – يا ابن آدم خلقت الاشياء كلها من أجلك وخلقتك من أجلي فلا تنشغل بما هو لك عما انت له – لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى لعبادته والسير على منهجه الذي ارتضاه لنا في كتابه العزيز وفي سنة نبيه محد صلى الله عليه وسلم ، ووكل الينا عمارة الأرض ، فقبل أن يخلقنا خلق لنا مقومات الحياة وضروراتها وسخرها لخدمتنا - فعلينا اعمال العقل فيما أعطانا الله اياه من فكر ومادة وأسباب لنرتقي في حركة الحياة - فالله جعل لنا حرية الاختيار فيما بيننا وبينه عز وجل من تكاليف فلا نشغل أنفسنا فيما طواه عنا حيث لا حساب ولا عقاب – ان معنى الربوبية ان نقول يا رب ونحن نجزم اننا نناجي ربا واحدا له كل صفات الربوبية المطلقه  - ( قل هو الله احد – الله الصمد – لم يلد ولم يولد - ولم يكن له كفوا أحد ) صدق الله العظيم ،  ومأمورون بتكاليف فرضها علينا هذا الايمان - فتكاليف الله هي طاعة له وحبا له ، وهي من نعمه علينا - من أداها يلقى محبة الله ويرى آثارها بالعفو والرحمة والرضى -
واذا ما وقف الانسان أمام حائط مسدود أمام معضلة أو أمر ما ثم بذل ما في وسعه لحلها والوصول بها الى برالأمان - بعدها اذا ما عجز عجزا تاما بعد أن استنفذ كل وسائل الحل ثم دعى الله تعالى فان الله سيجيب دعوته مهما كانت ديانته ، ( امَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ  مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا  تَذَكَّرُونَ ) – ومن أوفى بوعده وعهده من الله !!! – ان من يدعو فلا يستجاب له فهو حتما ليس مضطرا ولم يستنفذ كل الوسائل المتاحه ، كما انه لا يعرف الله – ان الأخذ بالأسباب هو من أساسيات المنهج الاسلامي الحنيف – فعلى المسلم قبل غيره ان يأخذ باسباب الحياة ويعمل عقله وفكره فيما أعطاه الله له من ماديات كي يثري حركة الحياة ويرتقي بها بما يملك من طاقات وامكانيات ؟؟
من هنا نتساءل كيف للأقصى أن يتحرر وكيف للأراضي المغتصبة ان تعود والمسلمون متقاعسون عن الجهاد – جادون في جمع الثروات وفي اللهو والبعد عن مقومات الحياة السديده التي ارتضاها الخالق عز وجل لهم ؟؟؟ واصبح كل قطر عربي ينظر الى مصالحه الخاصه تاركا لقوى الغدر والعدوان والمؤامرات ان تفعل ما تشاء دون رد أو استعداد للرد وتاركين الفتن تغزو ديارهم لانهم ببساطه لا يعرفون منهج الله أو هم يعرفونه ويتجاهلونه ، يرتمون في احضان العدو على امل ان يبقيهم فوق الكراسي ؟ ولكنها اوهام !! فكل تنازل يتبعه تنازلات حتى القاع ثم الذوبان في رمال قاع النهر !!!!؟؟؟ ان شر ما اضعف الامه وجعلها في قائمة التخلف والانحدار هو تلك الفتن والحروب البينيه العبثيه والتي خطط لها الاعداء لنهب ثرواتنا والابقاء على تبعيتنا لهم ، وفي الاساس هي  خدمة للصهيونيه العالميه ولكي يهيمن الكيان الصهيوني على المنطقه ؟؟
ان من يعرف الله يعلم الحدود التي يتحرك بها والمنهج الذي يختطه في حياته ،  فكيف يستجيب الله بدعاء من كان مطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام ؟؟؟ كيف يستجيب الله لدعاء من غرتهم الحياة الدنيا يتصارعون على حطامها ويحتالون على كسبها بشتى طرق الاحتيال والفساد والافساد ؟؟؟
ربما يدعو المؤمن احيانا بشئ يظن أن فيه خيرا له وهو غير ذلك ، فان احتجابه عنه يكون بعلم الله وارادته وفيه كل الخير له - فنحن لا نعلم الغيب ولا نقطع بالأشياء التي قد تفيدنا ،  فربما اذا أعطى الله انسانا مالا وفيرا فربما يصبح مفسدة له ولأبنائه - وما يعلم الغيب الا الله – فحجب هذا المال يكون في صالحه - فنحن نجتهد وندعو بما نظن ان فيه الخير لنا وندع النتائج لخالقنا - فقد رد الرسول صلى الله عليه وسلم على عائشة حين سألته عن دعاء ليلة القدر فأجاب : قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني – فلم يأمرها بدعاء فيه غرض مادي -- ثم ان الله سبحانه وتعالى ربما يحب انسانا وهو يعلم أن الاستجابة لدعائه من الخير أن يدخرها له في الآخره ؟؟؟
ثم على الانسان أولا وقبل كل شئ أن يكون مؤدبا في دعائه مع الله وفي كل احواله وفي اختيار الألفاظ والأمكنة والأوقات والظروف التي تساعد على اجابة الدعاء والاستعداد بما جاء في السنة المطهرة عن طرق الدعاء وشروطها - ولا يدعو بأمور تبدو في القوانين التي أوجدها الله في الطبيعة مستحيلة بالنسبة لنا فان سنن الله لا تتغير ولا تتبدل فلا يدعو مثلا بان يوقف له حركة القمر أو أن يملكه الكرة الأرضيه ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...