موسيقه كلاسيك

الأحد، 31 مارس 2019

كتبت الأستاذة/ رجاء حسين ح39 من زهرة الصباح و &أوهام الطفولة &

زهرة الصباح

{39}

(أوهام الطفولة: خيال أم أكاذيب!)

تقدمها لكم / رجاء حسين

============

{الدين المعاملة} فالإسلام ليس دينا منعزلا عن حياة المسلم؛ وقد جاء ليحفظ للإنسان كرامته وإنسانيته، وكلما ارتقى الإنسان في خلقه كان أقرب إلى الله ورسوله، كما جاء في الحديث الشريف: (أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا) صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

وإذا كانت مكارم الأخلاق تشبه الواحة الغناء العامرة بالزهور، فبعض هذه الأخلاق أشبه بحارس الواحة الذي يحرسها من الانفلات يمينا ويسارا، وبعضها أشبه بالبستاني الذي يروي بقية الزهور حتى لا تذبل وتذوي، بينما نجد بعض الأخلاق بمثابة الزهور التي تجمل الواحة، وتزينها بأزهى الألوان، وتنشر عطرها في أرجاء المكان، ومن أجمل هذه الأخلاق وأهمها: الصدق، فما أشبه الصدق بزهرة الياسمين التي تريح نفس من يمر بجوارها، وتمنحه الشعور بالثقة والتفاؤل، وإذا كان الصدق له هذا الأثر الرائع على حياتنا ، فكيف سيكون الحال إذا اختفى أو شح في الحياة وحل محله الكذب بوجهه المشوه، عرفنا بعض الأمور عن الكذب في الحلقات السابقة، مثل: هل الكذب كله شر؟! وكيف نعرف الشخص الكذاب؟ ورأينا أن الكذب ربما يكون هواية لدى البعض من خلال رؤية نماذج من حكاوي الكذابين، لنسأل السؤال الأهم؟ هل الأطفال يكذبون؟ وما دوافع الكذب لديهم؟وكيف نربيهم على حب واحترام الصدق ونبذ الكذب؟

هناك بعض الأمور لابد من التنويه عنها في البداية حتى نستطيع الوصول إلى ما نريده ونجملها أولا فيما يلي:

أهمية التفرقة بين الكاذب وبين الكذاب / التفرقة بين الكذب الخيالي والكذب اللا أخلاقي/ موقف الأم من كذب ابنها/ موقف المعلم من كذب الطفل/ كيف نكتشف الطفل الكذاب؟

عرفنا في الحلقات السابقة معنى الكذب، وعلمنا أنه من أسوأ الأفعال التي يقوم بها الإنسان، وبالنسبة للطفل الذي يكثر من الكذب فإن ذلك غالبا يكون انعكاسا لأزمة نفسية أو مشكلة ما يعاني منها الطفل؛ وعند تناول الكذب عند الأطفال لا بد وأن نفرق أولا بين الطفل الكاذب والطفل الكذاب فالكاذب اسم فاعل، يدل على الكذب مرة أو مرتين أما كذاب فهي صيغة مبالغة تدل على كثرة الكذب؛ وهذا هو محور كلامنا هنا، فإذا تُرك الطفل الكاذب على هواه بدون توجيه أو إرشاد أو توبيخ أوأي نوع من الاعتراض على كذبه؛ فمن الممكن أن يتحول بمرور الوقت إلى كذاب ويصعب علاجه، والأمر الثاني الذي نلفت النظر إليه هو: أهمية الانتباه إلى أكاذيب الطفل فربما لا تكون أكاذيب من الأساس رغم مخالفتها للحقيقة، كيف ذلك؟

يرشدنا علم نفس الطفولة إلى أمرهام عند الأطفال هوتميزهم بسعة الخيال، وهذا الخيال يدفعهم لاختلاق بعض الأمور التي يظنون أنها تعلي من قدرهم أمام زملائهم؛ كالادعاء بأن أسرته تمتلك كذا وكذا أوأنه يسافر مع أهله إلى دول كثيرة للسياحة مثلا، الخ هذه الادعاءات التي نراها كثيرا لدى الأطفال، ويفسر بعض علماء النفس هذا النوع من الاختلاق بعدم قدرة الطفل في هذه المرحلة على التمييز بين الخيال والواقع، وأنه ربما يعبر فقط عما يتمناه بالفعل، فيفعل ذلك على سبيل اللعب البريء؛ بدون تعمد للكذب أو إيذاء الآخرين

وأحيانا يكذب الطفل محاولا الظهور بمظهر القوة أمام أصحابه؛ فيدعي أنه قام بضرب فلان أو علان؛ حتى يخيف بعضهم ويحذرهم من الاقتراب منه أو إيذائه، وقد يكذب أحدهم إثر مشكلة ما بينه وبين أحد زملائه أو إخوته، فيحاول الظهور بمظهر المظلوم والمعتَدَى على حقه؛ فيدافع عن نفسه بالكذب؛ حتى يكسب الآخرين في صفه؛ ويأخذ حقا ليس له (معنويا أو ماديا)،

إلى هنا والأمر مازال متعلقا بالطفل وطريقة تصرفه وتفكيره، ولكن المشكلة الكبرى أحيانا تتمثل في الأم نفسها أو الوالدين معا، كيف؟

نلاحظ أن موقف الأم أحيانا يكون سلبيا بدرجة كبيرة تجاه كذب طفلها؛ وتأخذ هذه السلبية شكلين، الأول: هو التجاهل التام لمشكلة ابنها وترك الحبل على الغارب له ليكذب كيفما شاء بدون أي رد فعل لتوجيهه وتقويمه، والشكل الآخر: هو دفاعها المستميت عن طفلها، والادعاء بأنه (لا يكذب أبدا) وكأنه معصوم من الخطأ أو أنه ليس طفلا يسري عليه ما يسري من قوانين مرحلة الطفولة كبقية الأطفال! ولا بد هنا من وقفة لمحاولة علاج مشكلة الأم أولا إذا أردنا حلا لمشكلة طفلها! والأخطر من ذلك أن يكون أحد الوالدين كذابا والطفل يقلده؛ معتقدا أن هذا أمر عادي! فيرى الطفل الأم تكذب أمام جارتها أو ضيفتها، بشكل عادي، أو يسمع والده يخبر أحدهم بغير الحقيقة، أو يدفع الطفل نفسه إلى الكذب وادعاء عدم تواجد الأب مثلا ردا على من يسأل عنه، بدون أن يشعربأي حرج أمام ابنه!

كما أن المعلم عليه مسئولية أخلاقية أيضا بالانتباه لهذه النوعية من الأطفال ومحاولة علاجهم بهدوء من خلال ما يتناوله من موضوعات تربوية أثناء الحصص، أو بشكل فردي أحيانا، فلابد من التعاون بين المدرسة والأسرة بقدر الإمكان

وقد يسأل بعض المعنيين بهذا الأمر: كيف نعرف أن الطفل يكذب؟

غدا زهرة جديدة

كن كزهرة الياسمين ..رائحتها تريح الأعصاب وتولد شعورا بالثقة والتفاؤل ومرآها يولد شعورا بالحب والسعادة

أرق تحياتي/ رجاء حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...