حكمت نايف خولي
في الزمن السحيق
كنت اتنزَّه على شاطىء البحر
شارداً أتأمَّلُ هذا الوجودَ أغوصُ في ألغازِه وخفاياه
تخطفني تأملاتي بعيداً إلى ما وراء الحسِّ وعالمِ المحسوساتِ
هناك حيث تكمن الحقيقةُ مجرَّدةً من وهمِ الزمانِ والمكان
فجأةً خرجتْ من البحرِ حوريةٌ
من بين الأمواجِ خرجتْ
من أعماق محيط الدهور خرجتْ
لمحتُها عرفتُها أصابني الذهولُ والاندهاش
تجمَّدتُ تحجَّرتْ مقلتايَ انعقدَ لساني
سألتني ما بك أيها الشاعر ساهياً مذهولاً ؟
بكلِّ بساطةٍ وبراءةٍ وعفويةٍ أجبتها أنتِ ؟
أنت حبيبتي الوحيدة التي فقدتها منذ الدهور ؟
فرَّقتْ ما بيننا الأقدار والعصور
باعدتْ ما بيننا عوالمٌ من السَّرابِ والضَّباب
تحملتُ كابدتُ في غيابِها صنوفَ وألوانَ العذابْ ؟
أذهلها كلامي استغربتْ حقيقة ما اقول
خبلٌ وجنونٌ خرفٌ وهذيان
حاولتْ وحاولتْ أن تعكرَ عليَّ
إيماني ونقاء معرفتي تشكِّكُ بصدق ما أهذي وأقول
حاولتْ أن تزحزحني عن ثقتي عن حقيقة شعوري وصدقِ إحساسي
قلت لها : أنت حبيبة روحي منذ البدايات
حبيبتي الوحيدة الفريدة منذ أن كانت الدنيا وكانت الحياة
لم يعرفْ قلبي الحب قبلك ولن يعرفه بعدكِ
لم تختلجْ روحي إلاَّ لك ولكِ وحدكِ
منذ أن فقدتك تلبَّدتْ أحاسيسي ومشاعري
وهنا في عالم الحس والمحسوسِ
ومنذ أن رأيتك وعرفتك غدوتِ محورَ فكري نبضَ قلبي
خلجاتِ روحي جوهر سعادتي وفرحي
يا الله ما أروع لقاءِ الأرواحِ بعد رحلةٍ طويلةٍ
عبر الدهور والعصور وعبر أمواجِ وأنواءِ البحور
راحت تحدِّقُ بي ساهية ً حالمة مشكِّكةً مصدقة
قالتْ ألستَ تحلمُ يا شاعري وتتخيلْ
ألستَ تتوهَّمُ بما لا يتحمَّله أو يصدِّقه عقلٌ
ولا يدرك مضامينه فكرٌ بشريٌّ ؟
آلمني كلامُها عذَّبني تشكُّكها كيف أقنعُها وليس بيدي دليلْ
انطويتُ على نفسي الحزينة أجترُّ أوجاعي المزمنة
ألعقُ جراحي الملتهبة .... عيونُ الناس أدمنت الترابَ
تراكمتْ عليها طبقاتٌ من غبار الحيواتِ وهمومِ الحياة
فقلتُ لها وقلبي ينزفُ ودموعُ روحي تغسلني
كفِّي عن السؤالِ حوريَّتي لا تُتعبي نفسَكِ
في الغوصِ في الأعماقِ عودي إلى بحرِكِ وأمواجِكِ
إلى دنياكِ وحياتِك إلى همومِك وغمومكِ
دعيني مع تأملاتي أقرعٌ بابَ الغيبِ
أدكُّ حصونَ المجهولِ أُبحرُ في أعماقِ المحيطاتِ
أفكُّ عقدَ الألغازِ والأسرار وأفهمُ مبهماتِ الحياة
حكمت نايف خولي
في الزمن السحيق
كنت اتنزَّه على شاطىء البحر
شارداً أتأمَّلُ هذا الوجودَ أغوصُ في ألغازِه وخفاياه
تخطفني تأملاتي بعيداً إلى ما وراء الحسِّ وعالمِ المحسوساتِ
هناك حيث تكمن الحقيقةُ مجرَّدةً من وهمِ الزمانِ والمكان
فجأةً خرجتْ من البحرِ حوريةٌ
من بين الأمواجِ خرجتْ
من أعماق محيط الدهور خرجتْ
لمحتُها عرفتُها أصابني الذهولُ والاندهاش
تجمَّدتُ تحجَّرتْ مقلتايَ انعقدَ لساني
سألتني ما بك أيها الشاعر ساهياً مذهولاً ؟
بكلِّ بساطةٍ وبراءةٍ وعفويةٍ أجبتها أنتِ ؟
أنت حبيبتي الوحيدة التي فقدتها منذ الدهور ؟
فرَّقتْ ما بيننا الأقدار والعصور
باعدتْ ما بيننا عوالمٌ من السَّرابِ والضَّباب
تحملتُ كابدتُ في غيابِها صنوفَ وألوانَ العذابْ ؟
أذهلها كلامي استغربتْ حقيقة ما اقول
خبلٌ وجنونٌ خرفٌ وهذيان
حاولتْ وحاولتْ أن تعكرَ عليَّ
إيماني ونقاء معرفتي تشكِّكُ بصدق ما أهذي وأقول
حاولتْ أن تزحزحني عن ثقتي عن حقيقة شعوري وصدقِ إحساسي
قلت لها : أنت حبيبة روحي منذ البدايات
حبيبتي الوحيدة الفريدة منذ أن كانت الدنيا وكانت الحياة
لم يعرفْ قلبي الحب قبلك ولن يعرفه بعدكِ
لم تختلجْ روحي إلاَّ لك ولكِ وحدكِ
منذ أن فقدتك تلبَّدتْ أحاسيسي ومشاعري
وهنا في عالم الحس والمحسوسِ
ومنذ أن رأيتك وعرفتك غدوتِ محورَ فكري نبضَ قلبي
خلجاتِ روحي جوهر سعادتي وفرحي
يا الله ما أروع لقاءِ الأرواحِ بعد رحلةٍ طويلةٍ
عبر الدهور والعصور وعبر أمواجِ وأنواءِ البحور
راحت تحدِّقُ بي ساهية ً حالمة مشكِّكةً مصدقة
قالتْ ألستَ تحلمُ يا شاعري وتتخيلْ
ألستَ تتوهَّمُ بما لا يتحمَّله أو يصدِّقه عقلٌ
ولا يدرك مضامينه فكرٌ بشريٌّ ؟
آلمني كلامُها عذَّبني تشكُّكها كيف أقنعُها وليس بيدي دليلْ
انطويتُ على نفسي الحزينة أجترُّ أوجاعي المزمنة
ألعقُ جراحي الملتهبة .... عيونُ الناس أدمنت الترابَ
تراكمتْ عليها طبقاتٌ من غبار الحيواتِ وهمومِ الحياة
فقلتُ لها وقلبي ينزفُ ودموعُ روحي تغسلني
كفِّي عن السؤالِ حوريَّتي لا تُتعبي نفسَكِ
في الغوصِ في الأعماقِ عودي إلى بحرِكِ وأمواجِكِ
إلى دنياكِ وحياتِك إلى همومِك وغمومكِ
دعيني مع تأملاتي أقرعٌ بابَ الغيبِ
أدكُّ حصونَ المجهولِ أُبحرُ في أعماقِ المحيطاتِ
أفكُّ عقدَ الألغازِ والأسرار وأفهمُ مبهماتِ الحياة
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق