موسيقه كلاسيك

الجمعة، 30 نوفمبر 2018

الأديب/مجدي متولي يكتب قصة (حلم يراوده)

حلم يراوده

لــــم .. ينس تلك الأيام التى عاش فيها بكل حواسه وأفكاره ..
لم ينس ماضِ ادخره منذ طفولته ينبش عنه هنا وهناك يقلب صفحات عريقة طويت منذ سنوات..  يزيح عنها الغبار الذى تراكم عبر السنين.. الجميلة التى حفرها فى طفولته كل شئ كما كان.. لم تتغير المعانى كثيرا.. لم تمحها تلك السنوات الطوال  لم يطرأ تغيير .
يجثو على قدميه أمام شجرة عريقة تتدلى أغصانها  إلى الأرض ربما شهدت مولده , وضع يده حول جزعها.. احتضنها بشوق وحرارة كمن يستقبل محبوبته.. بينما كفاه تنبشان عن اسم محفور..
اهتزت كل مشاعره وأحاسيسه هذه الأحرف تنطق اسم محبوبته "خضره" ما أجمل الطفولة البريئة يمرح من خلالها الأطفال هنا وهناك كالفراشات..
منذ أن كان فى العاشرة من عمره.. يتكىء على جذع الشجرة بينما يصطف أمامه كل الأطفال إلا خضرة.. تمكث بجانبه  تحدق فيه وهو يحكى حواديت الشاطر حسن وحكاية أبو زيد الهلالى.
ذكريات كثيرة تراوده , يبتسم من آن لآخر.. ودموعه تنساب على خديه من الحين للحين , ونظراته صوب البحيرة , وقد نمت على جنباتها الحشائش , وأنتشرت أشجار الصفصاف تتدلى بأغصانها الكثيفة , كما تتراقص المراكب على هدير أمواجها.. تزهو كأنها عروس فى ليلة عرسها بقلوعها وشراعها الأبيض الناصع , عيناها السوداوان كالليل الداكن , وشعرها المنسدل كأنه يحجب الدنيا.

مجدى متولى إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...