موسيقه كلاسيك

الأحد، 30 سبتمبر 2018

الشاعر/محفوظ فرج المدلل يكتب(لما غبت )

لَمّا غبتِ  / محفوظ فرج

لمّا غبتِ وغابوا عني
من كانوا رفاقَ صبايَ
وأردفتِ الوحشةُ تمحوَ قاموسَ
خيالي

لكنْ ما زالتْ( نخلتنا  والنارنجة  والآسة )
في الدار 
يسمَعْنَ نشيجي

لم تبقَ منافذُ لي
أن أنقلَ أقدامي
بفضاءاتِ حنيني

.......
( حارتنا )

حورياتُ مدارس سامراء
الرائحةُ الجوريةُ
والغاديةُ اليسمينيةُ
تَلْتَفُّ على صدرِيّتِها
بعباءتها  لا تلمحُ إلا وجهاً نورانياً
يذهبُ فيَّ على بسمةِ شفتين
إلى مدنٍ الشعرِ السحريّة

باب الحاوي

ونوارس ناظم  سدِّ الثرثار

كان تراءى لي
ابراهيم الصولي(١)
يديرُ رسائلَ حبِّ تَتَخَلّلُها
أشعارٌ في الحبِّ 

تراءى لي أن ابنَ المعتز (٢)
في زورقهِ الفضيِّ
يقولُ لخادمِهِ
ما أشهى السمكَ المسقوفَ
يردُّ الخادمُ
: بِمَ يا ابنَ المعتز
ويلقي في دجلة بعضَ شباكه

ما كان لنا أن نختارَ حياةً أخرى
مبتعدين عن الساحل
عن الغابِ
وإذا تاقتْ نفسي تتوَغَّلُ بي
نور الشمس  إلى أقصاه
تحتضنُ البهجةُ روحينا حين أحَدِّقُ
في عينيها
وينهمرُ الشِّعْرُ على صدري
يرفلُ بالخببِ
وإذا لملمَ فيضُ حنانٍ منها
كلَّ نثاري
فرَّ خفيفٌ معسولٌ
من بين شغافِ القلبِ
لفرطِ ذهولي في قافيةٍ
دَوّارة

محفوظ فرج
١٩/ محرم / ١٤٤٠هـ
٢٩ / ٩ / ٢٠١٨م
————

١-ابراهيم الصولي (١٧٦- ٢٤٣هـ ) ولّاهُ المتوكل ديوان الرسائل
٢- عبد الله ابن المعتز  ( ٢٤٧ - ٢٩٦هـ ) له بيت يصف الهلال يقول:
انظر إليه كزورق من فضة - قد أثقلته حملة من عنبرِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

₩سعادتك مسؤوليتك ₩ كتبتها الأستاذة/ هدي محمد

سعادتك ليست بشكلك                 ولا وظيفتك                                     ولا أصلك                               ولا نسبك سعادتك...