مذكرات فجرية ، عبدالله شبلي
خرج من بيته مبكرا في زمن جميل نسيم عليل يغازل خياشيمه اثاره مشهد حميمي زوج حمام يحلق في السماء . المدينه كلها جامدة خامدة ، كانها ميتة ، الناش تنام ملء الجفون ، وحده ينعم بتجوال غريب ، كان يعشق الإنطلاق والتجوال في مفاصل المدينة ،حين تسكن وتخمد أركانها بعيد الفجر.
وحده يسير في الشارع الهوينى ،سير العريس متبخترا يتنسم الهواء البارد منعشا ، رذاذ الصباح يغسل رئتيه ويصقل ماعلق بهما من أدران الليل البهيم ،لا يسمع حوله إلا شقشقة العصافير ، أمامه
كانت شارة المرور حمراء ، تحتها أرقام وميضة ، لكن لا سيارات تعبر الطريق .
غادر المنزل مبتهجا ، منتشيا ببرودة جو منعش على غير عادات صيف غشت المميت ، لم يكن يحمل معه سوى زاده المعتاد في جولاته المجنونة تلك : ورقة بيضاء وقلم حبر أسود ، فقد كان همه ذلك اليوم أن يكتب حتى يشبع ، أن يكتب حتى يرتفع ، سعادة تغمره وتعمر في أوصاله ، عبر الشارع المحاذي لتكنة العسكر ، كلاب تنبح لكن نباحها لا يخيف أبداً ،فهي وديعة وداعة المخلوقات التي تذهب إلى صناديق الاقتراع .
يتبع إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق